أعاد الحوار الذي أجراه الزميل بدر الغانمي مع المؤرخ عبد الرحمن الرويشد، مرة أخرى إلى الواجهة صورة المفكر عبد الله القصيمي، وعبر إشارة ذكية ولافتة ويتفق عليها أغلب الذين قرأوا القصيمي من وجهة نظر دينية فكرية، فالقصيمي كما أشار الرويشد وضع في كتابه المؤسس (هذه هي الأغلال) الصرخة الأشد فزعا لما ينتظر الأمة والدين والعالم العربي إذا استمرت أفكار التخلف هي المسيطرة على مفاصل الحياة. وقد أثبتت الأحداث والوقائع ومصائر الأفكار بما لا يدع مجالا للشك بأن نظرة ونظرية القصيمي هي الصواب في ذلك الزمان.. وإلا كيف نفسر ما حدث في العراق من كوارث ومآسٍ وفواجع وانشقاقات.. وما يحدث في لبنان والصومال وما يلوح في السودان من مخاطر الانفصال شبه المتوقع.وقس على هذا الوضع الكارثي سياسيا جغرافيا، نجد في التصفيات والاصطفافات الفكرية التي ألقت بظلالها على واقعنا العربي وأدت إلى إنتاج ظواهر فكرية قتالية، عبثت عملياتها الإرهابية بالأمن وكادت تقودنا إلى أتون جحيم مستعر. إن القصيمي قدم الرؤية الأولى للحل، ولكننا بعد أكثر من نصف قرن ما زلنا نعيد نفس الكلام ونستعيد نفس الرؤية ونهدد من المخاطر التي لم تعد استشرافا بل واقعا مأزوما.. أعيدوا قراءة (هذه هي الأغلال) وستعرفون ماذا ينتظر الأمة والعرب.. ومرة أخرى شكرا للمؤرخ الرويشد والزميل الغانمي.