نشرتُ في هذا العمود مقالا عنوانه (لا) بتاريخ 23 ديسمبر 2009 بالعدد 3372 على الرابط: http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3372&id=16564&Rname=118 وأخذتْ المقال عن "الوطن" حينها بعض المنتديات والمواقع. وأعيد نشره على موقع الرقة مطلع الشهر الماضي وفيه أضفتُ بيت الفرزدق: ما قال (لا) قطّ إلا في تشهده... وبمحض الصدفة كما يبدو تقاربت الأفكار، فنشرت صحيفة "المدينة" السبت الماضي 1/1 /2011 مقالا للصديق محمد الرطيان بعنوان مطوّر: "هذه ال (لا) الفاتنة". ونشرت أيضا الاثنين الماضي 3/1 / 2011 مقالا للزميل أنس زاهد بعنوان مطابق: (لا)، مع إضافة علامة تعجب. وبمحض الصدفة أيضا اعتمد الكاتبان الفكرة ذاتها وطريقة المقاطع المرقمة ذاتها. وفي مقال الرطيان تشابَهَ المقطعان الأول والأخير بنسبة عالية مع مقالي المعدل، وأضاف في المقطع الثاني الذي يشكل 70% من المقال حالة اعتبرها البعض أشهر (لا) في التاريخ الأمريكي، وهي حادثة قديمة لتغريم عجوز سوداء رفضت القيام لرجل أبيض كي يجلس في الحافلة، فكانت بداية وعي حقوقي.. والقصة بكاملها وصلتني في رسالة إلكترونية، فاستبعدت الكتابة عنها لكونها صارت متداولة، ولكوني أكتب عن واقع عربي. إلى ذلك، وبمحض الصدفة وظّف الرطيان الأغنية مستخدما (لا لا يالخيزرانة) بدلا عن (لا تقول...) لطلال مداح. مقال أنس زاهد مختلف من حيث المتن لكنه مماثل من حيث الفكرة التي إن أخذها أي كاتب فهو قادر على إنتاج عدة مقالات منها. ولذلك اقتربت فقرته الخامسة مما نشر في مقالي المعدل. أما اللغز فهو كيف خطر لزاهد أن يكتب عن (لا) بعد يومين من الرطيان.. ربما من مفاتيح الحل أن زاهد كتب قبل أيام مقالا بعنوان "ظاهرة الرطيان"، احتفى به الأخير في صفحته على الفيس بوك. وبمحض الصدفة، سبق أن حدث توارد للرطيان معي في مقدمة مقالي "يا شين الفرح بالعيد أيام زمان" المنشور في "الوطن" عام 2007 بالعدد 2642، فوظف الفكرة ذاتها عن نكدية المتنبي في بيته الشهير عن العيد، مع تعديلات رطيانية في مقدمة مقاله (عيدالمتنبي وكافور: كآبة) في "المدينة" 20 / 11 / 2010. لا أنكر المقدرة الكتابية لكل من الزميلين، لكن ليتهما أشارا إلى مصدر الفكرة إن تعمدا أخذها، وأما توارد الخواطر الذي يصبح فكرة مطابقة فهو حكاية أخرى. لذلك أترك لهما بكل مودة وضع الكلمة المناسبة مكان النقاط في العنوان.