نعم نريد من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الموقر ان يخرج علينا ويجيب عن تساؤلاتنا الكثيرة. وعليه ومن واجباته ومن حقه علينا ان يعرف اننا لسنا ضد وجود الهيئة، ولسنا ضد محاولاتها القيمة للمحافظة على الأخلاق والفضائل، ولكننا ضد إساءة استخدام السلطات والصلاحيات، لأنها تسيء إلينا جميعاً، تسيء الى سمعتنا كسعوديين وتتعداه الى سمعتنا كمسلمين أيضاً، وتقوض الثقة التي بدأنا كمجتمع نعيدها فيكم... نفرح بشدة كلما جاءتنا اخبار عن انشطتكم التي تحافظ على المجتمع مثل القبض على المبتزين والمبتزات وصانعي الكحول، ونغضب بنفس القدر، عندما نسمع اخباراً عن موظف من منسوبيكم أساء استخدام سلطته، وأهان أحد المواطنين أو المواطنات، ونستاء بشدة، عندما نسمع ان الضحية انقلب الى جانٍ وعوقب هو وحده، كما غضبنا على الحادثة الأخيرة التي استوقف فيها خمسة من منسوبيكم شاباً ووالدته في الرياض امام الناس وفرقوهما وسألوهما أمام الجميع، والسبب أن الشاب قام بتقبيل رأس أمه ويديها، فهل هذا التصرف يا فضيلة الشيخ يعد جريمة في نظركم؟ وهل يستحق تقبيل يد الأم ورأسها هذا الهجوم الكاسح؟ نريد يا فضيلة الشيخ رأيكم في هذه القضايا وفي هذه التصرفات المسيئة التي جعلتنا نخاف فعلاً من كل تصرف طبيعي بين أم وابنها وبين زوج وزوجته وبين أخ وأخته، وأقول ما أقوله، لأن غير هؤلاء الأشخاص التي تربطهم صلات الدم والنسب والقرابة والرضاعة احياناً إنما «غيرهم» لن يتواجدوا يا فضيلة الشيخ في الشارع العام، ولن يقوم بأي تصرف مريب، لأنه سيكون حريصاً أشد الحرص على الا ينكشف أمره خوفاً على سمعته وعلى سمعة من معه وخوفاً من الفضيحة أيضاً... بالأمس نشرت الصحف خبراً عن شرطي أساء استخدام صلاحياته وحاول الإساءة لحدث، وفضح الله فعلته على الملأ، وعلى رغم بشاعة الخبر وشناعة النية، ظهر المسؤول لا لينفي، إنما ليقول إن المتهم قيد التحقيق، وان الجهة المسؤولة عنه ستعاقبه بشدة لأنه أساء اليها... كم فرحنا بكلماته... وكم وثقنا به وبشخصه الكريم. نفي الحوادث المتكررة لا يفيد مجتمعنا ولا يفيدكم انتم انفسكم حتى ولو كسبتم كل القضايا وتحول كل الضحايا الى جناة. خروجك علينا يا فضيلة الشيخ سيكون له نفعه الكبير واستحداثكم معايير محددة للاشتباه وتعميمها على الجميع سيعود بالنفع الكبير على مجتمعنا، الأهم ان يشارك المجتمع في وضعها ويوافق عليها بما يتوافق مع ديننا الحنيف الذي يحافظ على كرامة الإنسان وسمعته وهيبته ولا تجعله عرضة لاستيقاف مهين، يجعله يخاف من كل تصرفاته ويفقده الثقة بكل من حوله بمن فيهم أنتم.