صالح الشيحي - الوطن السعودية بداية، وحتى لا يزايد عليّ أحد، أقول إنني بدوي أبا عن جد.. وأفتخر بكوني بدويا.. بل وأعتز بكل ما هو بدوي.. وأعتز بالإبل وأحفظ لها قيمتها المعنوية والمادية ولا أجد حرجا من القول للتدليل على ذلك إنني ما زلت حتى اليوم ونحن في عام 2010م أفتخر بناقة جدي المسماة "الشقحاء" التي جعل منها رحمه الله عزوة له ولأبنائه وأحفاده، وأبناء عمومته.. نفتخر بالبداوة وبالإبل وسنظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها! ومن المهرجانات الوطنية المهمة جائزة الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل في أم رقيبة.. وهو مهرجان ذو فوائد جمة.. سواء أكانت اجتماعية أم تراثية أم اقتصادية أم غير ذلك.. ولأننا حريصون على استمرار نجاح المهرجان.. لا بد لنا من الاعتراف بأن بعض المظاهر التي أصبحت تترافق مع المهرجان بحاجة للمراجعة الجادة.. ذلك لأنها قد تخرج المهرجان عن أهدافه المرسومة له.. فيصبح مهرجانا للاستعراض والتبذير والمظاهر و"الهياط".. مررت قبل أيام عبر طريق حفر الباطن أم رقيبة.. أذهلني منظر المخيمات المنتشرة على جانبي الطريق.. استعراض مهول لا يمكن وصفه.. مخيمات وعقود إنارة يخيل إليك أنك أمام إستادات رياضية متكاملة.. مخيمات بأحجام هائلة بعضها مستورد من الخارج تكلفتها بالملايين.. والأدهى والأمر هو حجم البذخ في الموائد والولائم التي تقام وسط هذه المخيمات.. مخيم الشيخ فلان.. ومخيم الشيخ علان.. تصرفات لا ترضي الله ولا خلق الله.. أسماء خرجت فجأة للملأ بملايينها.. ولو فتشت في دفتر الأعمال الخيرية الوطنية فلن تجد لأغلب هؤلاء أي تبرع أو مشروع خيري أو تنموي.. بعض هؤلاء يسيئون للبداوة.. ويسيئون للماضي الجميل للبدو.. البدوي كريم وشهم وشجاع.. وإطلاقا لم يكن من صفاته أنه ميال للاستعراض والبذخ والبهرجة والتبذير.. الخلاصة: أقف مع مهرجان أم رقيبة، قلبا وقالباً.. لكنني ضد ما يترافق معه من بهرجة وإسراف ومظاهر وتبذير.." إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"..