كنت ومازلت أحترم وجهتي النظر المختلفتين (وجهة نظر الهيئة، ووجهة النظر الأخرى).. اليوم أردت أن أكتب في ظل ما نشر عن اعتراف أحد أعضاء الهيئة بأنه طعن رجلا يتسوق بسكين كان يحمله في جيبه أثناء أدائه واجبه الرسمي المدني الديني الاجتماعي. هذا الواجب يقوم على أساس القول بالمعروف عند النهي عن المنكر.. وفي هذه الحادثة بدا لنا أن الأخ العضو لم يتعامل بالطريقة التي يتوخاها مرجعه ومجتمعه.. لكن ما حجم هذا المنكر الذي وقف عليه؟. حجمه: امرأة منقبة تسير برفقة زوجها.. إذن، ماذا كان ينبغي عليه فعله؟. كان عليه معالجة الموقف بحكمة وصبر وفق سماحة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. لا أحد ينكر أن بعض النساء- لا أقصد هذه المرأة- يخرجن إلى السوق وهن يعلمن أن هيئتهن تثير الفتنة، سواء عن طريق الوجه أو العينين أو تفاصيل الجسم، أو حتى الخضوع بالقول مع الباعة. هنا كان المنكر من وجهة نظر عضو الهيئة هو: إثارة الفتنة عن طريق العينين المنقبتين، مع أن السوق مليء بالمنقبات، وليس ثمة معيار لإصدار حكم على هذه المرأة. وكان الموقف يحتاج إلى قليل من الكياسة والذكاء من قبل العضو. أنا لا أعلم ما الذي دفع عضو الهيئة لأن يتصرف على هذا النحو، ولا أعلم ما النحو الذي تصرف عليه الزوج.. الذي أعلمه أن الهدف الذي تواجد من أجله رجل الهيئة في السوق هو هدف نبيل، غير أن تصرفه جاء على عكس توجه مرجعه؛ وهو التصرف الذي لم يستطع معه السيطرة على انفعالاته؛ لذا ينبغي محاسبته هو، لا محاسبة الهيئة التي لا أحسبها ترضى باستخدام أي عضو للسكين عند النهي عن المنكر وإلا لهلك الناس.. فالدين قد اكتملت سننه وتعاليمه على الوجه الذي يصلح لكل زمان ومكان. قال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً".