كما تصدى علماء السنة لإرهابيي القاعدة، على علماء الشيعة التصدي لإرهابيي التشيع ومدعي الانتماء لآل البيت من أمثال ياسر الحبيب ومن على شاكلته. التأزم الطائفي في المنطقة يبدو أنه في تصاعد مستمر لاسيما بعد الاستفزاز الأخير الذي أطل علينا من لندن من خلال حرية التعبير التي من شأنها إشعال حرب طائفية خامدة في منطقة الخليج تحت رماد لايزال يقذف ببقايا جمر يمكن أن يشتعل من نفحات طائفية تهب من الغرب أو الشرق. الحدث الطائفي هذه المرة الناتج عن استفزاز متطرف من قبل شريحة من المتطرفين الشيعة الذين أقاموا حفلا في العاصمة البريطانية بمناسبة وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وقاموا بسبها وقذفها ولعنها بطريقة المقصود منها استفزازي أكثر منه عقدي، وذلك واضح من الطريقة البهلاونية التي تمت فيها مراسم الشتائم لأم المومنين وبنت الصديق رضي الله عنها، ولست هنا بصدد ذكر فضائلها ولا الدفاع عنها لأن الله جل شأنه دافع عنها في محكم التنزيل عندما لمزها المنافقون بقصد إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه، ولكون النبي صلى الله عليه وسلم بشرا من لحم ودم فقد تأثر كغيره وجاءت البراءة من سبع سموات قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ما فعله شريحة من المتطرفين الشيعة وليس ياسر الحبيب وحده لأن ما حدث هو فعل شريحة وليس فردا وليس من المنطق نسبة احتفال كامل شارك فيه العشرات إلى شخص وإن تولى تنظيمة يفيد أن لدينا بوادر تطرف شيعي خطير لا يقل عن خطر التطرف السني المتمثل في القاعدة، وبالعودة إلى الوراء سنوات قليلة وتحديدا في العراق في عام 2007م ظهرت منظمة شيعية متطرفة هدفها إشاعة الفوضى وقتل المراجع الشيعية قبل السنية تمهيدا لخروج المهدي وهي (جند السماء) هذه المنظمة تم القضاء عليها من قبل الشيعة قبل السنة لأنها كانت تشكل خطرا على استمرارية المذهب الشيعي وقياداته واليوم أتصور أن ياسر الحبيب والمجموعة المتطرفة التي تنتمي إليه تختفي خلف تنظيم خفي يسعى إلى إشاعة الفوضى عبر حرب طائفية تنطلق من خلالها فكرة المهدي المنتظر! لذا فإن ردة الفعل من قبل بعض عقلاء الشيعة هي بمثابة قراءة لما يمكن أن تؤول إليه هذه الاستفزازات من حروب لاسيما أن تاريخنا الطائفي متشبع بمثل تلك الحروب نتيجة استفزاز من الطرفين، وبالعودة إلى تاريخ الصراع الطائفي نجد أن الصراع المتفاقم بين السنة والشيعة ليس أساسه الطائفية أو الخلافات العقدية فقط برغم الفرق الشاسع الفاصل ما بين المذهبين، إلا أنه وعلى مدار التاريخ الإسلامي نجد أن هناك فترات ركود وصدام بين السنة والشيعة، يذكر الإمام الذهبي أنها وصلت في ذروتها إلى تعطيل الجُمع في بغداد نتيجة كثرة الاقتتال والدماء التي أُريقت من الطرفين ليس بسبب الانتماء الطائفي وحسب وإنما في استغلال السياسي لهذا الانتماء فهناك ذوو الأصول التركية والانتماء السني في الدولة العباسية والديلم ذوو الميول الشيعية الفارسية ومنهما بدأ تأجيج الصراع للوصول إلى نفوذ أكبر في الدولة العباسية! ناهيك عن مئات الكتب بين الطرفين التي يكفر كل منهما الآخر في استخدام واضح للطائفية للوصول إلى النفوذ السياسي! الصراع الشيعي السني صراع حاضر دائما وبقوة في المنطقة ولا يحتاج إلى كثير جهد لإشعاله لذا فكما تصدى علماء السنة لإرهابيي القاعدة، فعلى علماء الشيعة التصدي لإرهابيي التشيع ومدعي الانتماء لآل البيت من أمثال ياسر الحبيب ومن على شاكلته حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم، والبيانات التي صدرت تحتاج إلى مزيد من الوضوح الذي طالبنا به علماء السنة عندما تحدثوا بلغة متوارية عن القاعدة.