بلا مقدّمات، وبلا تريّث، وبلا تردّد رأيت نفسي أنطلق بين نقاط القلم وقطرات الدمع وحنين القلب الواعي بقرارات العقل وشرعية الفطرة.. أندفع مع حملة فضيلة الشيخ سلمان العودة وشركائه – أوباما أطلق حميدان–!! إنها قضيتنا نحن السعوديين، إنها قضيتنا نحن العرب، إنها قضيتنا في اتحاد الإنسانية العالمية، إنها قضية المجتمع الحقوقي العالمي. ... إنه صوت رُبى حميدان التركي في كل نبض من قلب الطفولة من حراك الروح، من إنصاف العقل، من صرخة القيم، من دعوة الضمير.... أوباما أطلق حميدان... لا يجوز بتهمة ومحاكمة مرّت في ظروف محتقنة ودوائر تأثير تخرق كل سلامة قانونية يُواجه بها نبيلٌ من نُبلاء المجتمع، ومُثقّفٌ من رعيله الحي وصوتٌ من حراك النهضة والشراكة العلمية التي لا تزال متواصلة بعد حميدان عبر مئات الآلاف من الطلبة السعوديين وملايين العرب والمسلمين.... فلمن يُحتبس التاريخ وتُصوّت الكراهية والانحياز... لكي تُقرر الإعدام المعنوي لأسرة حميدان: لأطفاله، لزوجته شريكة حياته، لأهله، لأمه... يا لله كم يعيش قلب الأم معنى هذه العزلة القهرية للإنسان وراء القضبان؛ لأنه فقط كان مختلفاً عن محيط التعليم الجديد، ولم تُحترم شراكته مع العالم الآخر!! لن أُطيل في موقفنا وموقف الشعب وقناعته مما تعرّض له حميدان من سياط الكراهية والتمييز التي هوت على حجاب الحرة الشريفة زوجته... وسأفتح الباب لفطرة الإنسان في نفس الرئيس أوباما أو المجتمع السياسي والحقوقي الأمريكي الذي قررت الحملة مخاطبته بها. كُل الشهادات التي نُقلت للرئيس السابق والحالي تعطي مؤشراً واحداً لمشاعر المسلمين مع السياسات الأمريكية، ومع ذلك خوطبت إنسانيتنا مراراً حول وجه الولاياتالمتحدة، و على الرغم من أننا لم نقتنع بحكم الواقع والدليل القاهر لأي جدل إنساني... إلاّ أننا كُنّا ولا نزال نعمل جاهدين على فرز الحق الإنساني المدني وثقافة الحرية الاجتماعية والموروث الحضاري المشترك الذي انخرط فيه مئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين وثمّنّّا شراكتنا معهم؛ لأن الحضارة الإنسانية أقوى من متاهات السياسة. ولذلك فإن قضية حميدان التركي تُشير إلى المجتمع والدولة بقرار بين خيارين.... مخاطبة الشرق بروح الضمير والشراكة... أو إضافة وثيقة كراهية جديدة بين عينيه يحملها السعوديون وخلفهم العرب كدليل جديد لملف الكراهية العتيق. إن مبادرة الرئيس إن تمّت فهي تفتح خط حوار إضافي مستقل عن تدخل السياسة بين المجتمعين، وتعطي رهانات السلم دفقاً جديداً قد لا يظهر، ولكنّه يكتنز في ضمير الوطن والمواطن، ويدعوه أن يتعامل مع الأمريكي المدني بروح العدل والتعاون والرحمة في كل ساحة مشتركة لأطياف عدة، فيما بقاء قرار السجن لن يزيد المشهد إلاّ عربوناً جديداً يؤكّد فيه الرئيس أوباما للضمير الإسلامي والعالمي أن قاعدة الكراهية مستمرة، أمّا إن كان قرار الرئيس للإطلاق فهي رسالة تفتح الباب لكي نقرأ بعضنا قراءة إيجابية في الساحة المدنية لن تُلغي ميزان الحقوق والعدالة المقدس... لكنها تُخفف من غلواء الظلم والحقد المجنون الذي يهدّد الإنسان هنا وهناك. شكراً لمن لا يزال يقترب من أهله ووطنه ومجتمعه لسلمان الداعية.. وسلمان المفكر... وسلمان المواطن... وسلمان الإنسان... شكرا لفضيلة الشيخ حسن الصفار، وكم هو جميل أن تتحد طائفتانا لأجل إطلاق الإنسان!! شكراً للجميل الرائع اللورد النبيل نجيب الزامل.. شكراً للكاتب الذي ذكاؤه خليطٌ بعاطفة الصدق والمشاعر تركي الدخيل، كأنّه في قراءته قلبٌ بين قلب مزنة الراحلة العظيمة، وأُمّنا أُم حميدان، جبر الله قلبها بلُقيا صاحب الوْرَيقَة.. شكراً لكابتن الأخلاق والرياضة المتألق نواف التمياط، وشكراً جداً لفريق العمل الذي رعى هذه الرسالة، ونفّذ المادة وكان وراء الستار...أما أنت يا أُمي رُبى أناديك كما أنادي ابنتي فطومة الصغيرة.. في حشاي... يا أمي لن نترككم حتى يعود حميدان... فيا مولاي أنتَ مُنتهى القصد والإحسان. ألستَ يا مولاي الرحيم الرحمن... غوثك هو من يُعيدُ لنا حميدان.