فهد الحوشاني - الجزيرة السعودية يعيش بيننا أشخاص يتفنون في الرفض لكثير من الأمور يصدرون بيانات الإنترنت والفتاوى التي تضيق واسعا، وهؤلاء هم الذين (دفعوا) المرأة لأن تعمل (كاشيرة) في محلات السوبر ماركت ! بعد أن وقفوا في السابق ضد قرار إحلال المرأة بديلا عن الأجنبي في محلات الملابس النسائية وكان قرارا سوف يوفر عشرات الآلاف من الوظائف النسائية ! أعتقد أنهم الآن في منتهى السعادة والحبور ! فلقد أبقوا على الأجنبي يبيع للنساء ملابسهن الخارجية والداخلية ولم نسمع منهم ما يحرم ذلك! ولم يطالبوا بمنع الرجل من البيع لما يعتبر من خصوصيات المرأة وأدق أسرارها التي يجب ألا يطلع عليها الغرباء ! المشكلة دائما في نظرهم هي المرأة وليس الرجل الذي يبيع لها ! لقد وقفوا أمام فرصة عمل شريف للمطلقة والأرملة والمتخرجة التي تعاني من البطالة، يرفعون (لا) يرددونها بلا ملل ولا كلل ! المرأة تبيع من فجر الإسلام لكن الوضع في وقتنا الحاضر قد تغير بالنسبة لهم !! ونحمد الله أنهم لم ينتبهوا لنساء يمارسن البيع في كثير من مدن المملكة في أسواق نسائية زبائنه من الرجال والنساء، وعلى سبيل المثال هناك سوق الخميس في أبها وسوق النساء في مدينة عنيزة والذي هو على بعد مرمى حجر من المسجد الجامع الذي كان يصلي فيه الشيخان: ابن سعدي وابن عثيمين- رحمهما الله- وما يزال السوق موجودا وزبائنه من الرجال والنساء ! كما أن أسواقا مثل العويس في الرياض وغيرها ما تزال النساء يبعن فيها في بسطات أرضية، لكني أعتقد أنهن لو حملن بضاعتهن ووضعنها في أي دكان مجاور سيدخلن دائرة التحريم وسيكن ارتكبن الإثم الذي يلوح به المعارضون ! فبيع المرأة في المحل وفق ضوابط وزارة العمل حرام أما البيع على الأرصفة وفي ظروف سيئة فهو حلال ! أصحاب (لا) فريق المعارضة لما فيه مصلحة المجتمع هم الذين وقفوا ضد المشروع الوطني الذي أقره- المغفور له بإذن الله- الدكتور غازي القصيبي في وزارة العمل بالسماح للمرأة في العمل في محلات الملابس النسائية وأبطلوا مفعوله وكما يقول المثل المصري (خربوها وجلسوا على تلها) بل إن بعضهم نال من صاحب الفكرة وما يزال حتى بعد وفاته ولو أننا قارنا أعمال (بعضهم) في خدمة الدين والوطن بما قام به المغفور له، لما وجدنا لديهم سوى الكلام الذين يوقفون به عجلة التنمية ويسدون به نوافذ الرزق ! لا أعتقد أن عمل المرأة (كاشيرة) هو المكان الأنسب لها فهو مكان مزدحم سيعرضها للمضايقات بل وللتحرش ! وتجارب الدول من حولنا وتقارير من أمريكا وبعض الدول العربية وغيرها أوضحت أن نسب التحرش تزداد في أماكن العمل المختلطة فلماذا نقلدهم بهذه الطريقة التي أثبتت أن المرأة ستتعرض لكثير من المشكلات ! البيع كمحاسب وما يكون فيه من احتكاك بمئات الزبائن على مختلف ثقافاتهم وسلوكياتهم يناسب الشباب الذين يعانون من البطالة ! لكن العمل في المحلات النسائية أفضل للمرأة و لكن المشكلة كانت وما تزال مع أعضاء فرقة المعارضة الذين سعوا في قطع الأرزاق من خلال عمل تديره وزارة العمل ضمن ضوابط مناسبة ، والآن هم عاجزون عن إيقاف القطاع الخاص فلن تنفع مع القطاع الخاص البرقيات والمناشدات ! فهاهي إحدى الشركات توظف المرأة (كاشيرة) ! أعتقد في نهاية الأمر أن المعارضين للخير الذي كانت ستصيبه المرأة هم الذين أجبروها على أن تستبدل الذي هو (أدنى) بالذي هو (خير) !