أولًا / أسأل الله أن يبارك لنا ولكم في شهر رمضان شهر الرحمة والغفران، وأن يجعلنا فيه من الصائمين والقائمين، إنه سميع مجيب ثم أقول: يوجد في مدينة بريدة ولله الحمد أربع جهات خيرية غطت جغرافية المدينة، وهي المستودع الخيري والمجمع الخيري والشماس والزاد الخيري، وقد قمت بزيارة قبل رمضان للزاد الخيري بحي الفايزية ببريدة، وقد قابلت فضيلة الشيخ / إبراهيم بن عبدالله الحسني القاضي بالمحكمة الجزئية في بريدة والمؤسس والمشرف العام عليه، والمهندس عبدالرحمن الضبيب مدير عام صندوق التنمية العقارية بالمنطقة ومساعد المشرف العام، والأستاذ / فهد القرعاوي المدير التنفيذي للزاد ، وقد اتضح لي أن فضيلة المشرف العام ليس له مكتب في الزاد، وإنما كان جالسًا على كرسي الضيوف في مكتب المدير التنفيذي، وفي مقر يعتبر في الحقيقة متواضعًا جدًا بالرغم من شراء أرض قريبة منه ليضم شتات الزاد، وقد بدأت الجولة بشرح وافٍ عن أسلوب العمل والتوثيق للزاد، إذ تم إصدار صكوك شرعية لكل عمل أو وقف في الزاد يفيد أنه عمل خيري لا يرتبط بأشخاص معينين سواء بقوا أو غادروا، وهذا شيء جميل لحفظ حقوق المتبرعين، ثم بدأت الجولة في مكتب استقبال الطلبات والتي تم ربطها بنظام إلكتروني مع المجمعات الأخرى في بريدة؛ لسهولة البحث والتقصي، حيث لا تخلو بعض الحالات من تلاعب وتحايل فتسهل السيطرة عليها، وتم الاطلاع على نماذج منها، ثم اطلعت على توثيق التبرعات، وماهي الطرق التي يسلكها أي تبرع حتى يتم الاستفادة منه في طريقة توثيقية رائعة تم الاطلاع على أنموذج منها فوري، ثم تمت الإشارة إلى المكتب النسائي، وهو مجاور له مباشرة، بعدها تم الانتقال إلى صالة العمل الاجتماعي والتي يتم العمل المتواصل فيها كخلية نحل، ويتم استقبال أي شيء دون استثناء، ثم يتم تصليح ما يمكن تصليحه بواسطة فنيين مهرة في جميع التخصصات، ثم يعطى منه للأسر المستحقة مجانًا، وما زاد يطرح للبيع في صالة مزاد، علمًا بأن أسلوب الاستقبال عبر موظفين مهرة من خلال الهاتف، وتعبئة النماذج التي يتم مطابقتها عند الاستلام ، والجميل أن معظم الموظفين وبالذات أصحاب الوظائف الصغيرة كانت بدايتهم زيارة لطلب حاجة، ثم يتم عرض الوظيفة عليهم بأسلوب جميل، فإذا وافقوا أصبحوا يعملون بمرتب يعولهم وأسرهم، فيكسبون من خلاله خيري الدنيا والآخرة وقد حدثني فضيلة الشيخ / إبراهيم الحسني، فقال: كانت فكرة ثم عملًا مؤسسًا ثم صرحًا شامخًا الدافع لهذا وذاك حب الخير للغير، والحاجة لأهل الأحياء، فقد صدرت الموافقة في افتتاح الزاد الخيري في1/ 7 / 1426 ه وابتدأ العمل الفعلي في 1 / 9 / 1426 ه وهو غراس الدنيا حصاد الآخرة، كما يعتبرها نموذج المؤسسة الإسلامية الرائدة والمتميزة التي تجمع بين التواصل والإبداع في مجال تحقيق شعارنا « غراس الدنيا حصاد الآخرة « ومن أبرز أهدافه البحث والتحري عن الفقراء والمحتاجين والوصول إلى مقارهم تحقيق مفهوم التكافل الاجتماعي في المجتمع إقامة المشروعات التي تحقق النفع العام وتزيد من إيرادات المركز تقوية الصلة بين الزاد وجمعية البر الخيرية والفروع المماثلة للاستفادة منها: تأهيل الأسر المحتاجة لتنمية حب العمل في نفوسهم المشروعات والبرامج والأنشطة: ثم تحدث فضيلته عن أهم أربعة أوقاف رئيسة تمت في الزاد، وهي وقف الوالدين، وله مبنى مملوك ومؤجر لهذا الغرض تجاوزت تكاليفه المليوني ريال، والثاني وقف المعلمة وقد تجاوزت تكاليفه المليونين أيضًا وتبرعت به المعلمات فقط، وأخيرًا وقف الوفاء، وهذا تم طرحه مطلع شهر رمضان المبارك لهذا العام، وتقدر تكلفته بأربعة ملايين ريال، وهو خاص لكل من فقد عزيزًا لديه من والد ووالدة وأخ وأخت وابن وابنة وأي قريب آخر، وفي الطريق مشروعات أخرى، وتتمحور أعماله في: كفالة الأيتام، كفالة الأسر والأرامل، تفطير الصائمين، تسديد الإيجارات، إعفاف الشباب، صيانة منازل الفقراء، علاج الفقراء، الإرشاد والإصلاح الأسري، تدريب وتطوير الأسر المحتاجة، الصدقة الجارية، إفطار العوائل، توزيع المواد الغذائية، استقبال الكفارات والنذر، إعانة رمضان، سقيا التراويح والقيام، الإفطار السيار، الحقيبة المدرسية، هدية الحاج، تحجيج من لم يحج وخدمة ضيوف الرحمن، استقبال الحجج عن الغير، استقبال لحوم الهدي والأضاحي، كسوة العيدين، استقبال الخامات حاويات الملابس والصحف حاويات الكراتين حاويات الدوائر الحكومية، سقيا ومناديل الزاد البيت المثالي، سيارة مرضى غسيل الكلى. ثم ختمت الجولة بالدعاء بأن يوفقهم الله في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.