كان الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله أحد فواكه رمضان. كان برنامجه على مائدة الإفطار ولا يزال يستوقف الجميع. إشراقات الطنطاوي من خلال برنامج على مائدة الإفطار كانت لافتة. كما هو حاله من خلال برنامجه الإذاعي اليومي، وكذلك برنامجه الأسبوعي التلفزيوني الذي كان يذاع عقب صلاة الجمعة. كان لدى الشيخ علي الطنطاوي طاقة تجعله في قمة عطائه وتألقه. فهو يمضي حياته ما بين القراءة والتأليف إضافة إلى تقديم برامجه في الإذاعة والتلفزيون. تذكرت الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله وأنا أقرأ كتابه "صور وخواطر". في هذا الكتاب موضوع منشور عام 1957م وفقا لما ورد في الكتاب، ومن خلاله يستعرض الشيخ بطريقته العفوية مظاهر رمضان التي كان يرى أنها بدأت تتوارى آنذاك. وبعد أن يشير إلى الروحانية التي كانت تكتنف رمضان مستشهدا بالتغير الذي شهدته دمشق التي كانت مستقره قبل أن يختار مكةالمكرمة دارا له، أخذ يتساءل: أين ذلك الرمضان؟ أين هو؟ دلوني عليه أجد فيه ماضي الذي فقدته، وأنسي الذي أضعته. ويختم الشيخ الطنطاوي كلمته بدعوة الناس إلى حل القيود من على القلوب كي ترى من هذا المرقب العالي جمال رمضان. رحمة الله على شيخنا الجليل علي الطنطاوي وأسكنه فسيح جناته. كان رحبا، سبق كثيرين في فتاوى ورؤى كانت ملامستها في ذاك الوقت من الأمور المحضورة. وقد لقي عنتا وسمع كلاما جارحا حينها بسبب تلك الرؤى الرحبة.