صالح إبراهيم الطريقي - عكاظ السعودية أطلقت مجموعة من السعوديات حملة «خلوه يلبس» احتجاجا منهن على لباس الزوج التقليدي داخل البيت، وأن هذا اللباس لا يخضع للأناقة والذوق، وهن يقصدن هنا «سروال السنة والفانلة العلاقي». على ذكر «سروال السنة»، حاولت جاهدا البحث عن الأسباب التي أدت ربط السروال ب «السنة»، وهل يقصد هنا أن السروال مطابق شرعا للمذهب السني أم الأمر خلاف هذا؟. للأسف لم أصل إلى إجابة واضحة فالمراجع لم تذكر شيئا عن السروال، ولا أحد وثق بدايته ومن أول من صنعه ومن هو مخترع هذا الموديل، ومع هذا لدي شك بأن أحد التجار استغل الدين لترويج بضاعته، كما يحدث عادة في المجتمعات التي «تضع بينها وبين النار مطوع»، وأن مخترع الموديل لجأ إلى هذه الحيلة، فربط السروال بالسنة، كسنة على المسلم أن يحتذي فيها. وعلاقة التجار مع بعض من يستغلون الدين للتجارة، علاقة قديمة يؤكدها التاريخ، ففي مصر على سبيل المثال يسمى «الصنبور أو البزبوز بالعامية» ب «الحنفية»، ولهذا المسمى قصة تؤكد شكوكي بسروال السنة. حين بدأت فكرة تمديد المياه للبيوت، حاول من يعملون بالسقاية «الذين كانوا ينقلون المياه للبيوت مقابل أجر» البحث عن حل لحماية بضاعتهم التي ستبور إن تم توصيل المياه للبيوت. أقنعوا مدعي المشيخة ممن يتاجرون بالدين فصدرت فتوى منهم تحرم «الصنابير»، وأن هذا من عمل الشيطان، وأنه أيضا بداية لمفاسد أعظم ستأتي بالمستقبل. بيد أن أحد مشايخ المذهب الحنفي رفض هذه الفتوى، وأصدر فتوى تبيح استعمال الصنابير وأنها حلال، فأطلق عليها منذ ذاك اليوم اسم «الحنفية»، وبدأ البعض يتعاطى معها، ومع الوقت لم يعد يتذكر الكثير بداية القصة ومازالوا يطلقون عليها هذا الاسم دون أن يعرفوا من أين جاء اسم «الحنفية»؟. أعود لحملة «خلوه يلبس»، لأسأل هل سيسكت الرجال عن هذه الحملة ويخضعون، أم سيبتكر الرجال فكرة أو يطلقون حملة «خلوها تطبخ»، ردا على هذه الحرب؟. الأيام ستخبرنا بما سيحدث وهل سيسقط سروال السنة كما سقط بائع الماء، أم ستقبل المرأة بسروال السنة حتى لا تدخل للمطبخ؟. لست من أنصار «خلوه يلبس» ولن أنضم لمجموعة "خلوها تطبخ»، فأنا من أنصار الحرية، ولكن لي رجاء للمحاربين حين يشتد الصراع بينهم ألا يلعبوا اللعبة القديمة، ويدخلوا التجار في هذه الحرب، فالمجتمع متخم بالأكاذيب.