عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أريد تأصيلاً في مسألة، وهي أن بعض اليهود يعترفون بأن محمدًا نبي العرب، ولا يتبعونه؛ بحجة أن شريعة موسى لا تُنسخ، فموسى نبيهم الذين يتبعونه إلى الآن، ونحن لا نشك بكفر علماء اليهود، وكذلك بعض النصارى بنفس الفكر، ولكن هل العوام الجهلة من اليهود والنصارى لهم نفس حكم العلماء عند من يتعرف برسالة محمد، ويكون ضالاً بسبب أن علماء اليهود لا يقولون لهم الحقيقة؟ أم أنهم يعتبرون بهذا الجهل من أهل الفترة، أو من الذين يعذرون بالجهل في أصل الدين عند من يقبل العذر بالجهل من علماء المسلمين؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: الأصل أنه كل من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه من الأمم الكتابية أو غيرهم فهو كافر لا يُفرّق في ذلك بين العوام والعلماء، وهذا حكم القرآن الكريم، حيث كفّر الله سبحانه وتعالى النصارى في القرآن في أكثر من موضع كما في قوله تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" [المائدة:72] وقال في موضوع آخر "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" [المائدة:74] وقال سبحانه حكاية عن اليهود "إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً. أولئك هم الكافرون حقاً" [النساء:150،151] ولم يفرق القرآن بين العوام والعلماء، ولذلك فعوام اليهود والنصارى وغيرهم من أمم الكفر ممن لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل في الإسلام يطلق عليهم الوصف الشرعي بأنهم كفار، وتجري عليهم أحكام الكفار من الولاء والبراء ولا يرثون ولا يورثون وغيرها من الأحكام الدنيوية المعروفة. هذا بالنسبة للحكم في الدنيا. أما أحكام الآخرة فأمرها إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك كان من معتقد أهل السنة والجماعة أنه لا يشهد لمعين لا في الجنة ولا في النار إلا ما شهد له القرآن أو النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. والله أعلم..