إبراهيم محمد باداود - الاقتصادية السعودية في خبر نشر أخيرا عن فوز صيني وزوجته بتذكرتي سفر ذهاب وإياب إلى السعودية لقضاء شهر العسل وذلك من خلال الجناح السعودي في معرض إكسبو 2010م بمناسبة استقبال الجناح الزائر رقم مليون وهو شاب صيني فوجئ عند دخوله باصطحاب مدير الجناح السعودي له إلى المنصة وتقديم الجائزة له يرافق ذلك عرض قدمته له فرقة الفنون الشعبية. وكانت الجائزة عبارة عن تذكرتي سفر ذهاب وإياب للسعودية مع رحلة إقامة لمدة أسبوع يقضيها في السعودية وعندما اطلعت على الخبر لم ألتفت إليه كثيراً لكن ما لفت انتباهي هي التعليقات التي صاحبت الخبر والتي تجاوزت ال 500 تعليق ظننت من خلالها أن كل هذه الردود ترحيب بهذا العريس الذي تقول زوجته (تزوجت منذ فترة قصيرة وسوف أقضي شهر العسل في السعودية) ولم أتوقع أن يحظى هذا الخبر بكل تلك التعليقات الساخرة التي أعتقد أنها في مجملها عبارة عن خريطة طريق مهمة لتطوير السياحة في هذا الوطن. فالبعض يحذر من غلاء الأسعار وآخرون يحذرون من الهيئة وآخرون يحذرون من حرارة الجو والبعض ينصحه ببيع التذاكر والاستفادة من ثمنها في أمر آخر والبعض يرحب به في جدة وشوارعها المليئة بالحفر والبعض يؤكد له ضرورة تأكيد الحجز فقد يتم إلغاؤه والبعض يحذره من رطوبة الشرقية والبعض ينصح بإحضار شمسية مكيفة، وغيرها من التعليقات الساخرة في مجملها والتي للأسف الشديد تسخر من كل ماله ارتباط بفكرة السياحة في هذا الوطن. يقال إن (فاقد الشيء لا يعطيه) وإذا لم يكن لدى أهل الوطن قناعة بأنه يمكن لهذا الوطن أن يكون معلماً سياحياً لأهله فلا يمكن أن يكون معلماً لغيرهم من خارج الوطن، والانطباع الموجود اليوم لدى الغالبية أن السياحة في الوطن تعاني منذ عدة سنوات من مشاكل متعددة وعلى الرغم من وجود عديد من المقومات السياحية وفي مقدمتها الحرمين الشريفين والشواطئ الساحلية غرباً وشرقاً والمرتفعات في الجنوب والمتاحف الأثرية والأسواق التجارية المنتشرة في معظم مدن المملكة إلا أن معدل الإقناع لم يصل إلى المستوى المأمول ليجعل من هذا الوطن مكاناً سياحياً يستمتع به المواطنون والوافدون من داخل الوطن فضلا عن السياح من خارج الوطن. وعلى الرغم من الجهود الملموسة التي تبذلها الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي تم تأسيسها مطلع عام 1421ه أي منذ قرابة العشر سنوات، والمشروع الذي قامت بإطلاقه بعنوان (مشروع تنمية السياحة الوطنية للمملكة العربية السعودية ) 1422-1441ه وما تضمنه من مؤشرات نمو رقمية بالنسبة لعدد الرحلات السياحية سواء كانت محلية أو وافدة، أو نفقات السياح المحليين أو القادمين من الخارج أو زيادة عدد الفنادق والشقق المفروشة أو عدد فرص العمل الذي كان من المتوقع أن يصل في نهاية الفترة إلى 1.5 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، مع إنفاق سياحي يصل إلى 101.3 بليون ريال وذلك على مستوى ال 13 هيئة سياحية التي تم تحديدها على مستوى المملكة إلا أن انطباعات المواطنين عن السياحة ما زالت غير متفائلة. إنه حمل ثقيل تحمله الأمير سلطان بن سلمان من خلال ترؤسه لهذه الهيئة التي يرتبط نشاطها وإنجازاتها بجهات حكومية أخرى متعددة وتواجه عديدا من التحديات سواء من خلال تسهيل الاستثمار ومنح التراخيص للقطاع السياحي أو تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية للعمل في هذا القطاع أو من خلال تنمية ثقافة السياحة الوطنية في مقابل جودة هذا المنتج وملاءمة أسعاره لكافة شرائح المجتمع أو من خلال التسويق والترويج والذي يسعى لإقناع الناس بأفضلية السياحة في وطنهم، في حين يرى البعض أن هناك عديدا من المعوقات لا يمكن أن توفي بهذا الغرض سواء من توافر رحلات الطيران أو توفير الفنادق المناسبة أو الخدمة والأسعار الملائمة. للهيئة إنجازات مميزة على عدة مستويات وتقوم بجهد جبار في هذا المقام ولكن المواطن في نهاية المطاف يسعى إلى أن يستمتع بأجمل إنجاز لها وهو أن يجد داخل وطنه مكاناً مناسباً له ولأفراد عائلته يقضي فيه وقتاً ممتعاً من خلال خدمة متميزة وبسعر معقول.