استاء عضو مجلس الأمة الكويتي النائب فيصل الدويسان من بعض اسئلة الاختبارات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم في بلاده – يرى فيها إساءة لأبناء مذهبه - وعبر عن هذا الاستياء بتصريح لجريدة الوطن الكويتية نشر يوم الاثنين الماضي ، مبرزا في تصريحه عنوانا صادما "انتصرنا على الوهابية في معركة الجهراء 1920 م " ليعرض فهمه الطائفي لاسباب تلك المعركة ويتهم الحركة الاصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب التي قامت عليها شرعية بلادنا أنها المحرك لتلك الحرب ، معتمدا على المسافة الزمنية الطويلة ليضع اسبابا خاصة به تفسر التاريخ بمبررات تدعم موقفه الشعبي امام جمهور مؤيديه . والاكيد ان لتلك الحرب مسبباتها والتي جميعها تدعم موقف الكويت التاريخي ، ولكن الاكيد انه ليس من بين تلك الاسباب شيء يشير لتورط الحركة الاصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب في اسبابها ، وإن كان هناك ضرورة للجدل حول هذا الموضوع فإن حقيقة فهمه ترجع الى وقائع التاريخ ، وليس الى الاعتبارات الطائفية ، خاصة انها معركة قامت بين اهل الطائفة الواحدة ، ولم تدخل بها طوائف اخرى. ونقول للنائب الفاضل : إن العلماء الذين جاءوا على اثر الشيخ محمد بن عبدالوهاب هم الذين افتوا بجواز الاعتماد على الجيوش الاجنبية لتحرير دولة الكويت الشقيقة وتحملوا من اجل ذلك جميع الاساءات التي جاءتهم من اصحاب المذاهب الاسلامية المختلفين معهم بهدف التحرير وشرعيته ولم ترهبهم من اجل هذا الهدف شعارات عناترة القومية العربية ، كما انه لم تذكر الانباء التي جاءت من الكويت ان اصحاب الفكر الوهابي كانوا وراء حادث تفجير موكب سمو الامير المحبوب الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح – طيب الله ثراه - ولم توجه التهمة لاصحاب هذا الفكر في الاشتراك في عمليات خلية التجسس التي قبض عليها مؤخرا في بلدكم الشقيق. وقد اصبح واضحا للشعب الخليجي العزيز الموحد على اهداف تضامنية تدعمها اواصر القربى والتاريخ والاصل الواحد من يريد ان يشق صفوفه التي اعجزت اصحاب الدعوات الطائفية والمصالح الشخصية الضيقة بتماسكها ، وكان ولاؤهم لأصلهم العربي ودينهم الاسلامي بجميع مذاهبه ، ان الثقافة الطائفية التي اطلت على خليجنا العزيز من ثقب الثورة الايرانية لن تجد لها نصا شرعيا ولا تاريخيا يسند دعواتها ، وفشلت كل محاولاتها بجعل خطابات التشنج الطائفي لغة الحوار بين اهل الدار الواحدة . ان البلد الذي أسست شرعيته على مبادئ الحركة التجديدية والاصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب لتنقية رسالة التوحيد من جميع الشوائب الشركية لتحقيق المراد الحضاري للدين الاسلامي ، هو البلد الذي جعل مبدأ الحوار والتفاهم بين الحضارات والاديان والمذاهب وجميع الثقافات رسالته الحضارية لكل اهل الدنيا ، وإن الفهم الواعي لحقيقة هذه القيم لا يقبل بتزييف الحقائق واسباب الوقائع التاريخية من اجل تحقيق مكاسب فردية او حتى طائفية وتلك حجة مرفوضة ومدانة داخل الخليج وخارجه ، فعندما خرج الشيخ محمد العريفي عن الخط الحضاري لهذه البلاد بتصريح ضد سماحة الإمام السيستاني ، تم إدانته من قبل علماء الدين والدعاة والكتاب وافراد الشعب في بلاد قامت على الافكار التصحيحية للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب ، ووجد الشيخ العريفي نفسه في مواجهة بعد حضاري لمفهوم الانتماء والولاء فصدم نفسه بموقفه قبل ان يسيء لمن اراد ان يسيء له وللنائب الشقيق الفاضل نقول: قبل ان ينصدم من موقفه عليه مراجعة حقائق التاريخ جيدا.