في يوم الاثنين 17/6/1431ه انتقل إلى رحمة الله تعالى معالي الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن غديان عن عمر بلغ خمسة وثمانين عاماً حيث ولد عام 1345ه في مدينة الزلفي، وتلقى دراسته الأولية في الزلفي لدى مجموعة من ذوي التعليم فيها، وفي عام 1363ه انتقل إلى الرياض وانضم إلى اخوانه طلبة العلم متلقياً تعليمه الشرعي لدى مجموعة من علماء وفقهاء الرياض، ومنهم سماحة شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وأخوه الشيخ عبداللطيف، وغيرهما من مشائخنا الكرام، ثم التحق بالمعهد العلمي، وفي عام 1376ه حصل على الشهادة الجامعية من كلية الشريعة واشتغل بالتدريس في كلية الشريعة، وكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بالمعهد العالي للقضاء واشترك في كثير من الإشراف ومناقشة الرسائل الجامعية وفي عام 1386ه انتقل إلى الإفتاء بدرجة عضو إفتاء، وفي عام 1391ه صار من ضمن أعضاء هيئة كبار العلماء حيث صدر تشكيلها وتعيين أعضائها بمرسوم ملكي من الملك فيصل - رحمه الله - واستمر في عضويتها - رحمه الله - حتى توفي ومضى له في عضويتها قرابة أربعين عاماً. وقد كان - رحمه الله - مصدراً علمياً لطلبة العلم في التعليم والتوجيه والإرشاد والإفتاء، وكان - رحمه الله - متميزاً في علم الأصول وأستاذ جيل في هذا العلم. كان - رحمه الله - متصفاً بالورع والزهد والاحتياط في القول والعمل، يدع ما يظن أنه مباح خشية أن يكون في ذلك شبهة متمسكاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) وكان حريصاً على التمسك بمبادئ الاحتياط والتوفي والبعد عن الشبهات. لاشك اننا معشر طلبة العلم قد صدمنا بفقد حبيب إلينا حريص على نصحنا، نحسبه من أمثلة أهل التقوى والصلاح والمسالك السامية للعلماء، في تواضعهم ونصحهم لأئمة المسلمين وعامتهم. لقد زاملته - رحمه الله - في الإفتاء في عهد شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم، وفي عهد شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز، كما زاملته في مجالس هيئة كبار العلماء، فنعم الصديق، ونعم الزميل، ونعم المشارك، ونعم الناصح الأمين. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وأحسن الله عزاء ذويه وعظم أجرهم في فقده وجعل نسله خير خلف لخير سلف. (إنا لله وإنا إليه راجعون) والله المستعان..