- بالله ايش صار عليك في البرازيل؟ - كيف يعني؟! - (مطوع في البرازيل) كيف يعني؟! أكيد كانت الاستخبارات البرازيلية مناوبات وطوابير وراءك!! الحقيقة اني أواجه هذا السؤال كثيراً، وأواجه بالاستغراب حين أقول إني لم أر شرطياً برازيلياً إلا نادراً، فقد قيل لي أن الكاميرات المنتشرة تكفي عن تواجدهم، أما في المطارات فلم أسمع إلا (وي) أي مرحبا بالبرتغالية، بل لقد رأيت من يلبس الثوب والطاقية من المسلمين في شوارع المدن البرازيلية، وعلمت أن هناك قانوناً يعاقب بالسجن لمدد طويلة وبدون كفالة كل من يتهجم على شخص لسبب عنصري حتى ولو كان بكلمة ( يا مجنّس) فقط. الحقيقة أن هذه ليست المشكلة، المشكلة أن هناك جهلاً فاضحاً بالإسلام على مستويات علمية عليا، يحدثني الدكتور ديلي وهو محامٍ برازيلي وأستاذ جامعي أسلم منذ خمسة عشر عاماً، أن أحد أساتذة الجامعة سأله يوماً: هل صحيح أن المسلم يتزوج أربع نساء، حتى يهدي احداهن لضيوفه الذين يزورونه؟!! ومما سرني أني رأيت جهوداً جيدة لبرازيليين تخرجوا من جامعاتنا السعودية في توضيح صورة الاسلام الناصعة، وهم يحملون شكراً وعرفاناً لهذا البلد، وهذا يدفعنا لرجاء وزارة التعليم العالي - كما حملونا- ألا يتوقف نظام المنح في كلياتنا الشرعية، وأن تظل هذه البلاد نوراً للعالم أجمع. أثناء خروجي من ساو باولو ( عدد السكان 26 مليونا فقط) إلى مدينة ريو دي جانيرو رأيت بيوتاً فوق رؤوس الجبال، وقيل لي ان هذه بيوت الصفيح، حيث الفقر المدقع، وحيث خرج أكثر اللاعبين البرازيليين، وقيل لي احذر أن تدخلها حتى في النهار!! وفي ريو دي جانيرو زرت مطعماً غريباً على ضفاف المحيط الأطلسي، تدفع 80 ريالاً برازيلياً (160 ريالا سعوديا) وتأكل ما لذ وطاب مما يمر به عليك العاملون وأنت في مكانك كلما رأوا صحنك فارغاً، فقد مر علي من السمك أربعة أنواع ومن الجمبري مثلها، ومما حدث لي في هذا المطعم أني كدت أن أرفض الجلوس على الكرسي لما رأيت زجاجتين طويلتين مخيفتين، تبين لي بعد ذلك أنهما خل وزيت، حقاً إن بعض الظن إثم!! في مدينة الشلالات الجميلة فوز دي قواسو على الحدود بين البرازيل والبارجواي والأرجنتين، زرت نهر قواسو والشلالات والسد الذي بني على النهر لتوليد الكهرباء، والذي يعتبره أهل المدينة احدى عجائب الدنيا، وهو عجيب حقاً، وقد وقفت بأعلاه واضعاً قدمي اليمنى في البرازيل واليسرى في البارجواي، وتذكرت في تلك اللحظة حدودنا العربية ذات الأربع نقاط تفتيش!! أختم بقصة البرازيلي ذي الأصول العربية الذي أخبرني أنه تزوج إحدى عشرة امرأة (سودانية ومصرية وفرنسية واسبانية ومكسيكية وبرازيليات،و ...) وله سبعة عشر ولداً من مختلف الألوان والجنسيات، قلت: لو عرفت بك المنظمات الدولية لجعلتك سفيراً للتقارب بين الشعوب!! (بريقادو) شكراً بالبرازيلية!!