بالإشارة للحملة الشعواء ضد الدكتور والأستاذ الأكاديمي بجامعة أم القرى، والتي كان مظهرها على موقع لاحدى الصحف المحلية في صفحتها الأولى بمانشيت كبير، مع تجاهل أحداث كبرى، وأخبار أكثر أهمية للوطن والمواطن! ما هذا “الخبر الضخم” إلاّ لأن “الدكتور السعيدي” قد علّق في مجموعة بريدية عن الأحداث التي حصلت “لمدير فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بمنطقة مكةالمكرمة، وذلك بتهجّم أربعة من الشباب على منزل الدكتور أحمد الغامدي “للاختلاط بمحارمه” كما يقول الخبر، إن كان الخبر صحيحًا بأن هناك أربعة شباب تم إلقاء القبض عليهم، وجار التحقيق معهم لم تؤخذ أقوالهم، ولايزال الأمر غير واضح للمتابع، خاصة ونحن نطالب بتطبيق العدالة الصحفية على أقل تقدير.. “فأقوال” الشباب الأربعة مهما كانت فعلتهم سلبًا أو إيجابًا مكفولة لهم على الأقل “صحفيًّا”، ولقد شاهدتُ برنامج “الشاهد” عبر قناة (دليل) الفضائية الذي يقدمه الإعلامي النشط والمتميّز الأستاذ أنور عسيري، وقد أقنعني الشيخ السعيدي (بإيضاح فكرته) وتعليقه، الذي نشرته (صحيفة الوطن)؛ ممّا دعا (لكل هذه الشوشرة الإعلامية). والواقع أنني عدتُ أيضًا لمحتوى الخبر والحديث الذي أجراه الصحفي مع الشيخ، فلم أجد أن هناك (تحريضًا) من الشيخ لأفعال مثل هذه التي قام بها الشباب، بل هو لا يجيز التهجّم، أو مضايقة الآخرين. فكل ما قاله أن مثل هذه الأحداث كان بالإمكان أن تمر بكل بساطة، إذا كانوا فعلاً ضيوفًا، ويكتفى بطردهم.. أمّا إذا كان تهجمًا، فبالطبع يجب محاسبتهم. جميعنا يرفض أيّ نوع من أنواع التعرّض لبيوت الناس، حتى لو كان للشيخ مدير الهيئة آراء استفزت الشباب ولم تعجبهم، فهناك جهات يمكن لهم اللجوء إليها، واستفتاء أهل العلم.. لكن أن (يفعلوا) ما فعلوه هكذا لمجرد أنه أجاز الاختلاط، فهذا بلا شك مرفوض، أمّا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها من أسباب، فيجب أن يعرفها الرأي العام؛ حتّى لا يلتبس الأمر حول ذلك. على العموم ما فعلته (الصحيفة) مع الدكتور السعيدي ما هو إلاّ (كضربات الجزاء الترجيحية)، خاصة بعد أن كتب عدة مقالات تكشف بعض ما يطرح في الجريدة، ولا زالت المباراة لم تحسم بعد. خاتمة: للباطل جولة وللحق جولات!!