للإنصاف، لم يكن الدكتور، فضيلة الشيخ، محمد النجيمي، وحده الذي صادته الكاميرا متربعاً بين عشر أو عشرين من النساء في مكان عمومي مكشوف، فالذي يشاهد ثلل المحتفين بصوره في ردهات الفنادق في معارض الرياض ومهرجاناتها يعرف أنهم لم يتركوا جلسة فارغة في بهو فندق حتى باتت صورة – المثقف – نشازاً إن لم تكن على الكنبة الأخرى سيدة مثقفة. وللطرفين، من الشيخ النجيمي إلى المحتفين بصوره نسوق صدر البيت: لا تنه عن خلق وتأتي مثله، ولكم حياء أن تكملوا عجز هذا البيت. ما فعله النجيمي في الكويت هو ما يفعله بنو – التنوير – الحديث في فنادق البلد مع كل جمعة ثقافية، والفارق أن فضيلة الشيخ تصرف مثل تصرفاتنا على الدوام حين نكون خارج البلد: نظن حين نخرج ونختم جواز السفر أننا خرجنا من (مربع الحرام)، والحرام الذي أقصده بالطبع حتى لا يمسكني أحد بممسك قانوني هو حرمة الاختلاط، تماماً، مثلما كان فضيلة الشيخ النجيمي نصيراً لافتاً لهذه الفتوى الشهيرة. لم يفعل فضيلة الشيخ النجيمي حراماً ولم ينتهك حلالاً، حتى بالصور في محاضرة عامة مكشوفة مسجلة بالتفاصيل. كل ما وقع فيه من – خطأ عارض – كما أشار فضيلته، ليس إلا أنه نسي أن يثبت تماماً على موقفه الفضائي والكلامي وحتى المكتوب من نصرته لفتوى تحريم الاختلاط وهذا لن يثبت إلا شيئاً واحداً لا ثاني له: أن النظرية أو القول أو الاستشهاد أو الفتوى لا يجب أن تصدر حتى يتأكد الفرد، صاحب القول، من صلاحيتها في كل الظروف والأوقات والمجتمعات والأماكن والأزمان وإلا فإن صاحب القول هو أول من سيكتشف أنها مجرد – فتوى موسمية - ولكن: من هو بيننا الذي تمنى أن يكون له على الدوام – عنق زرافة – حتى تطول المسافة ما بين الحناجر والألسنة ويحلل كل فرد بيننا كلماته في مسافة مترين قبل أن ينطق بها لتشهد عليه؟ كل صورنا، المكشوفة والخفية، للنجيمي أو لمناوئيه، تكشف حجم التناقض المخيف من محاضرة الكويت حتى (بهو) فنادق الرياض فارتفعوا عن هذا – السعار – البيزنطي الذي جعل من مشهدنا الفكري نكتة لاذعة: حتى مجرد الصورة تتحول إلى قصة وطنية.