هذا المقال ليس رياضيا لكنه يدخل لمعالجة إشكالية على الصعيد الوطني والعلاقات مع الأشقاء في الخليج وان كان بوابته وهو بتّال القوس له وضع في التفوق الإعلامي المهني الراقي والمتميز في افقه يستحق الإشادة إضافةً إلى القضية التي طرحها وسنتناولها ، ومن خلال بعض المتابعات القليلة لبرنامج بتّال في العربية يُلاحظ المتابع أنّ هذا الشاب الواثق سلك طريقاً في إدارة البرنامج وحواراته لا يتقنه إلا المخضرمون والذين تجاوزوا مسافات حتى الوصول إلى هذه المرحلة من الثقة والدقة والمصارحة المربكة للمحاور المستضاف مع توازن من الاحترام يعطي شيئا من بلة الريق أو فرصة للانسحاب الأخلاقي الذي يمارسه مقدم البرنامج كسلوك يجمع الحقيقة واحترام الضيف لا الإساءة الشخصية له . ومستوى الصراحة العالي في البرنامج مع الضيوف المتعددين من شخصيات الساحة الرياضية أعطت بتّال ثقة لمشاهديه حتى بات الناس يتمنّون حضور بتّال بهذا النَفَس والجدل الموضوعي في قضايا حيوية في الصعيد السياسي والاقتصادي لا الرياضي وحسب ، وشفافية بتّال وتوازنه وتعقّبه لقضايا الخلل والفساد الرياضي كان يشمل مستويات متعددة كانت خارج الاهتمام والطرح كما جرى من تبنيه لاحتجاج احد أندية مناطق الهامش التنموي مقابل نادي لمناطق المركز المالي اثر فساد تحكيمي تعرض له الأول فيما لم يكن ذلك وارداً في العهد القديم . ومن تميز بتّال هو انه يستضيف الأمراء الرياضيين كما غيرهم الذين يُحسب لهم في حلقات بتّال أنهم يعرفون قواعد الديمقراطية الرياضية وهذه صورة ايجابية لو تعززت فهي تعطي نموذجاً راقياً للدولة والمجتمع ، استضاف بتال شخصية إدارية في نادي الهلال وطَرح أمامه ما نقل عنه من طعنه الخطير وتشكيكه في وطنية الزملاء الإعلاميين الرياضيين السعوديين لمشاركتهم الدائمة في برنامج خط الستة الذي يقدمه الزميل محمد نجيب في قناة ابوظبي الرياضية ومع أنّ الضيف قال إنني لم اقل ذلك إلاّ انه عاد وردد - كاد المريب أن يقول خذوني- وهكذا حسب ما حاولت أن افهمه درج البعض على هذا الغمز في الصحافة الرياضية ، وهنا لنا تعليق مهم يتجاوز الرياضة ، مؤكداً على أن تناولي لهذا الشأن لا ينسحب على تقدير مواقف الخلاف في الساحة الرياضية ولا تزكية أي منها وهذا متروك لقواعد العدل والروح الرياضية. وأولاً إنني اعتبر ذلك قاعدة بأن الكاتب والإعلامي السعودي المتواجد في ساحة الإعلام الخليجي أو غيره لا يوجد معيار منصف يفقده أياً من قيمه الوطنية لكونه متواجدا مع أشقائه ولا يزكيه ذلك أيضاً وإنما مدار ذلك في أدائه المسؤول وثقافته وحديثه وإخلاصه للشعب والوطن والمحاسبة أو المناقشة تكون في إطار الموضوعية للداخل والخارج وليس للأهواء أو التعصب الرياضي أو غيره ومن الخطورة بمكان أن يُزج بقضية الولاء الوطني في صراعات رياضية لطالما عاشتها الساحة وعرفها المجتمع في داخل الوطن فضلا عن الساحة العربية والخليجية ، وتطور الواقع الوطني وفسحه السقف يشكل عنصر التحدي في التقدم الوطني الإعلامي لكل المسارات في كل دول الخليج , ومسؤولية أصحاب الشخصيات المحترمة والمقدرة لشخصياتهم الاعتبارية كبيرة في هذا الشأن حتى لا يستغل الآخرون اندفاعهم مداهنة أو مراهقة خاصة في ضوء الأخلاقيات والانفتاح الذي أعلنه الوالد القائد في أكثر من مناسبة بين أبناء الوطن.. المواطن والمسؤول ، أمّا الجانب الثاني هو دعوتنا المستمرة من التحذير للجميع من أي تعبئة سلبية أو مناورة باسم الرياضة تُلغّم بها العلاقات الاجتماعية الخليجية في أي مستوى بما فيه المستوى الرياضي وهذا لا يعني عدم حدوث تجاوزات أو أخطاء من هذا الطرف أو ذاك لكن ينبغي على الجميع أن يَحذَر من تفريغ هذه الشحنات في ساحات الرأي العام الإعلامية التي تُنقل بكثافة ومن ثم تعزف عليها الحان وسيمفونيات في الكراهية الخليجية الخليجية وإضافة إلى أنّ ذلك من السُخف غير المبرر إلاّ انه أيضاً يعني الكثير في ضرورة سد الفجوات وتعزيز العلاقات الوحدوية ، والرياضة متعة وتنافس شريف وليس صراع وتصعيد بين الأشقاء في وقت عصيب يمر به الخليج العربي ليتآزر الأخ مع أخيه لا أن يتطوع لتحقيق الفرقة والتشرذم ولو من باب الرياضة فلا بارك الله في رياضة تفرق بين الأشقاء .