برنامج البيان التالي بقناة دليل عقدت عليه آمال واسعة باعتباره يبث من قناة إسلامية ، ويقدمه د. عبد العزيز قاسم الإعلامي الذي نشأ وترعرع في كنف العلماء وثنى الركب عند المشايخ ، لكن المزايا التي كانت قوة للبرنامج تحولت إلى ثغرات كارثيه نفذ منها كثير ممن يعادون الاتجاه الإسلامي وحددت سقف منخفض جدا" لضيوف البرنامج من الاتجاه الإسلامي ، وفي المقابل فإن مقدم البرنامج إسلامي جعل يقدم في كل حلقة قرابين الحياد ليثبت للجميع أنه محايد وعلى مسافة واحدة من جميع الأطراف . كان ذلك عندما كان البرنامج عبارة عن ضيف واحد لكن فور ما بدأ البرنامج يتخذ مسار جديد عبارة عن استضافة ضيفين أحدهما إسلامي والآخر من اتجاهات مختلفة إنهار أفق البرنامج تماما" ، ليتحول إلى مطيه يعتليها كل ضيوف البرنامج ماعدا الإسلاميين . وقد كانت حلقة الشيخ حسن الصفار والشيخ سعد البريك نقطة تحول مأساوية ، فخرج علينا الشيخ سعد وهو كالأسد المكبل بسقف البرنامج بينما صال الشيخ حسن الصفار وجال وكرر المظلوميه لطائفته وأنهم يعانون من التمييز المذهبي ضدهم ويتعرضون للإذلال ولا يخفى على الجميع أن الشيعة أهل التخصص ومبدعون في إدعاء المظلوميه من يوم السقيفة إلى عاشوراء ، وقد ارتكب الشيعة مجازر وفواجع عبر التاريخ تحت هذه المظلوميه ولازالت والعراق شاهد حي علي ذلك ، ثم دافع الشيخ حسن الصفار عن الإمام السيستاني ، وأنكر تكفيره لمن لايؤمن بالإمامة ، وحتى الفتاوى المنشورة في الموقع الرسمي للسيستاني تنصل منها الشيخ حسن الصفار مدعيا" أنها تعود لكتب تتبع للمذهب ولا تخص السيستاني بنفسه . لقد تحدث الشيخ حسن الصفار بلغة وطنية صرفة يستحيل أن تجد فيها حرفا" واحدا" يمكن أن ينبئ عن جزء يسير من تاريخ حسن الصفار فللشيخ حسن منظمة ثوريه تسمي منظمة الطلائع الثورية وحزب الله الحجاز و أنشئت على تخوم طهران وانضم إليها بعض شباب شيعة الشرقية ، وللمنظمتين ملفات ضخمة وتاريخ طويل في العمل ضد البلاد ومن يقرأ كتاب الانقلاب لعادل اللباد يجد العجب العجاب ، فقد أورد الكتاب معلومات مذهله عن العداء الذي كان يشحن به الشباب في تلك المنظمة ضد بلادهم ،وهاتين المنظمتين هما نسخة طبق الأصل من جيش المهدي ومنظمة بدر اللتين فتكا بسنة العراق في أهوال يشيب لها الولدان وتذكر بفواجع التتار . إن الشيخ حسن الصفار تلميذ نجيب لبدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي مؤسس حركة الحوثي في اليمن وقد كان مكتوبا" ذلك في ترجمة الشيخ الصفار وفي موقعه الرسمي وفور بدء الحرب الأولى بين الحوثي وصنعاء جرى سحب ذلك من الموقع . لازالت دماء شهداؤنا وجراحنا لم تجف من إعتداء الحوثي زميل الشيخ حسن الصفار ، كما أن الفتاوى التي صدرت بتأييد الحوثي وإعتداؤه على بلادنا هي من النجف وقم وهي نفس الحوزات التي نهل منها الشيخ حسن الصفار العلم وفيها صيغت عمامته . عندما طالب نمر النمر بتحرير المنطقة الشرقيةالمحتلة وهدد بالقصاص من السعوديين الوهابيين المحتلين صدر بيان خافت من الشيخ حسن الصفار لايتناسب والوطنية المدعاه . إستغل مداخل شيعي البرنامج ليدعي أن الإحساء غالبيتها شيعة وهذا زعم لا أساس له ، وفي ذلك تكرار لنفس طريقة شيعة العراق الذين يدعون الأكثرية ثم يهجرون السنة ليسكنوا بدلا" منهم شيعة إيرانيين . لم يتزحزح الشيخ حسن الصفار حرفا" واحدا" عن مواقفه بينما كبل سقف البرنامج الشيخ سعد البريك ولضرورة أن يثبت عبد العزيز كل جمعة أنه محايد. إن الحياد والسقف المنخفض وإنعدام أفق البرنامج قد أدى إلى مهالك تقشعر لها الأبدان فقد ثارت الأمة الإسلامية جمعاء من أندونيسيا إلى المغرب لكاتب نصراني دنماركي رسم رسوم للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولازالت الأمة ثائرة ، بينما الكاتب العربي المسلم يحيى الأمير يصف النبي وحديثه بأنه متوحش ، ورغم فداحة الجرم وهول الكلمة فقد إستقبله برنامج البيان التائه لا ليكشف زيفه وبيان ضلاله وإقامة الحجة عليه وإنما لإعطائه فرصة ليوضح كلامه ويدافع عن منطقه في حوار ناعم وكلام متراخي وطرح متهاون وحتى العبارات التي قدمها يحيى الأمير كانت عبارات جوفاء وجمل منمقه تلفظها الفطرة السليمة ، وقد حاول مقدم البرنامج أن يستدرك فداحة ما حدث فكتب لاحقا" مقالا" بعنوان نحري دون نحرك يا رسول الله . الخاتمة : إن برنامج البيان التالي يقتحم أهم قضايا الأمة ويناقش أخطر تحدياتها ، ويستضيف أهل الزيغ والفتن ليتيح لهم طرح شبهاتهم وتسويق ضلالاتهم ، ويقابلهم بميوعة ممجوجة وتهاون يندى له الجبين حتى في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غاب عن مقدم البرنامج ان الحياد إنما يكون في القضايا الهامشية والتحليل الرياضي وأندية كرة القدم وليس في قضايا العقيدة بل أن نجاح أي برنامج ومصداقيته تعتمد على مدى إلتزامه بمنهج واضح فيا عبد العزيز قاسم لا حياد في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حياد في عقيدة الأمة وثوابتها ، وبهذا فإن ثمرة هذا البرنامج تصب في صالح المخالفين والمناوئين لعقيدة الأمة وفكر الإسلام وهو ليس البيان التالي وإنما هو البيان التائه . والله من وراء القصد عبدالرحمن أبو منصور- الباحث في الفكر السياسي