وصلني إيميل مرفق به مقطع فيديو يظهر فيه شابان سعوديان ( حسب الملابس والمظهر !) يتلقون العلاج على يد قس مسيحي مصري. طريقة العلاج شبيهة بالعلاجات التي نتلقاها في العود، وحلة ابن نصار وعيادات الرقاة المختلفة. صراخ ودعاوى و ادعاءات دينية ورش بالماء. لم يختلف القس عن جماعة العود وحلة ابن نصار إلا بالتعابير التي استقاها من ثقافته المسيحية. (الشفاعة بيسوع الناصري مع التصليب بالصليب). أحد الشابين عليه سمات الغلو: لحية كثيفة و شماغ بلا عقال وثوب مهمل. أدهشني المنظر. لم أصدق في البداية أن يذهب سعودي فضلا عن متشدد لطلب العلاج عند قس مسيحي. هل خرج هذان الشابان من الإسلام. أتمنى ألا يكون هذا الحكم صحيحا. إذا كان الأمر كذلك, من تسبب في خروجهما من الإسلام؟ لا يمكن أن يقفز المرء من دين إلى آخر دون مقدمات وتسهيلات. ما الفرق أن يذهب المرء طلبا للعلاج من قس مسيحي أو من ساحر في العود، أو من يدعي علاج الناس باستغلال الدين تحت أي مسمى كان؟. نحن نعرف أن في القرآن الكريم شفاء للناس ولكننا فوجئنا بأن العلاج تحول من القرآن إلى الأشخاص. نفضل شيخا على شيخ في القراءة. في الواقع نحن لا نعالج بالقرآن بل بالشعوذة. القرآن واحد في كل مكان وزمان. كيف يكون هذا المقرئ أفضل من هذا، وهذا الراقي أفضل من هذا الراقي. هذا المفهوم الخرافي الذي نقول به عن حق الشفاء من القرآن الكريم إلى البشر هو الذي دعا هذين الشابين إلى الذهاب إلى قس مسيحي أو ساحر في إندونيسيا. المنطلق واحد. لماذا يكون هناك رقاة طالما أن القرآن في كل بيت. كل أولادنا يستطيعون تجويده وقراءته أفضل من ألف شيخ. إلا إذا كانت مدارس تحفيظ القرآن المنتشرة في المملكة لها أهداف أخرى لا تتصل بتحفيظ القرآن وتجويده. لماذا الإصرار عليها طالما نلجأ إلى الرقاة كلما دعتنا الحاجة إلى سماع القرآن والتطبب به. إذا ذهبت إلى شخص يقرأ علي يعني أنني تركت القرآن ولجأت للخرافة. هؤلاء الذين يطالبون بإدخال الرقية في المستشفيات الحديثة هل يطالبون بإدخال الكتاب الكريم المستشفيات أم بإدخال أنفسهم. الكتاب الكريم موجود في كل غرفة في المستشفى. يستطيع المريض تناوله وقراءته بنفسه. هذان الشابان لم ينتجا من فراغ. لم ينتجهم العلمانيون ولا الليبراليون. خرجا من صميم إيمان المصالح التي يجنيها مروجو الخرافة تحت ستار الدين. من السهل معرفة الخطوة الأولى في الطريق الذي سارا فيه هذان الشابان حتى وصلا إلى القس المسيحي. البداية من التعلق بالرجال ذوي المسوح الدينية. عندما تصبح حياة الشباب قائمة على ( رأي مشايخنا ). سلموا عقولهم لغيرهم. لا أدين هذين الشابين البائسين، بل أدين من فرض عليهم التنازل عن عقولهم. من يريد مشاهدة المقطع ليتأكد أن ملة الدجل واحدة يبعث لي على الإيميل التالي