عضوان الأحمري - الوطن السعودية يا مرحبا ترحيبة كلها لش... تكسيش من راسش ليا حد ماطاش .. هذا البيت من إحدى القصائد النبطية، لو عرفه الغرب وترجموه لوضعوه في مداخل قنواتهم الفضائية ومدوناتهم، وعنواناً لصحفهم ليومين أو ثلاثة، مرحبين بفتوى عبدالرحمن البراك باستتابة الداعين للاختلاط في العمل أو الدراسة وإن لم يرجعوا فالواجب الشرعي هو قتلهم! هذا الترحيب بدأ يوم أمس حين نقلت الوكالات العالمية فتوى البراك ووصفوه بأنه "رجل دين سعودي مهم" ! وقبل أيام من هذه الفتوى، قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إن هناك مباحثات مع وزارة الخارجية الأمريكية لإعادة النظر في قرار تفتيش السعوديين ضمن 14 دولة، وبعد هذا الوعد كانت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أوباما ضيفة على السعودية لبحث عدة قضايا هامة وحساسة تهم الشعبين، وما إن يتم إصلاح كل ما أفسده "القاعديون"، حتى يتبرع أحد الدعاة أو رجال الدين، أو حتى غير ذي علم منا، لإطلاق فتوى صاروخية أرض جو، تنطلق من مسجده أو مكتبه فتنشر على الإنترنت، ثم تحلق عالياً وتجوب فضاء العالم في يوم واحد تكون بها ردة فعل المجتمعات الغربية قبل الحكومات سلبية ضدنا. المسألة ليست خنوعاً أو ذلاً، ولكنها حنكة وسياسة، وتقدم مجتمع يستوجب معه تجديد في الفقه بما يوائم طبيعة المجتمع المتغيرة، دون أن تغير أحكام الإسلام الثابتة، ولكن الضحايا لمثل هذه الفتاوى والآراء هم عشرات آلاف المبتعثين حول العالم، والذين يطأطئون رؤوسهم في كل مرة يخرج فيها عالم عبر الفضاء أو الإنترنت، يلقي كلمة لا يلقي لها بالاً، فنتحول في أعينهم إلى شعب "دموي"، بدأنا بحديث عن قتل ميكي ماوس، والآن سنقتل من يدعو للاختلاط. أين هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات – مثلاً – عن بعض مواقع الإفتاء التي تنضح بالفتاوى الدموية، بدلاً من مطاردتها بعض المواقع التنويرية التي شنت حرباً على بعض شركات الاتصالات، ولها الحق في أن ترى ردة الفعل الفضائية والإلكترونية الغربية الساخرة بفتوى البراك، باعتبارها لديهم "فتوى سعودية تدعو للقتل"!