اختصر هذا المعلم الهمام مادة الثقافة الإسلامية، والحديث تحديدا، في أسئلته للطلاب عن سروال محمد نور و(هاف) ياسر القحطاني وبنطال (طيحني) وهو يختبر طلاب الصف الثاني المتوسط. والخبر بالبراهين نشرته الزميلة صحيفة المدينة مقرونا بأسئلة هذا المعلم على الصفحة الأخيرة نهار الاثنين الماضي وفي أحد أسئلته يضع طلابه في الخيارات الصحيحة ما بين السروال والهاف والبنطال وأيهم أكثر حياءً وحشمة. في السؤال الثاني، يزرع المعلم روح الكراهية وهو يسأل الطلاب: من بين هؤلاء يجتمع في حقه الحب في الله والبغض فيه: معلم الإنجليزي المغني المسلم المشجع النصراوي المدرب الكافر، وبين هذه الخيارات المرتبكة كأنه يقول بشراكة الكل من البغضاء ، فمعلم الإنجليزي يروج للغة الكفار، والمغني للمجون حتى ولو كان مسلما، والمشجع يهدر وقته فيما لا فائدة منه، وبالطبع، يبقى خيار المدرب الكافر محسوما في ورقة معلم كرر كلمة الكفار لطلاب المتوسطة في ورقة امتحانه ثلاث مرات ومفردة المنافق مرتين، وحتى كلمة الإرهابي كانت خيارا في أحد تلك الأسئلة. معلم الثقافة الإسلامية هذا لا يبرهن عن منهج مظلوم فجل أسئلته لا علاقة لها بالمنهج، هو إنما يبرهن عن منهج التكفير الخفي وإذا كانت هذه أسئلته في ساعة امتحان واحدة، فماذا كان يقول، وأي رسائل كان يبثها لخمسة عشر أسبوعا في الفصل الدراسي الواحد ولأربع وعشرين حصة في الأسبوع؟ هذا المعلم يمتلك من الزمن ما لا تمتلكه فرقة ضلال مطاردة ويمتلك من مساحة الحصص تأثيرا ما لا يستطيع أيمن الظواهري أن يفعله في شريط مهرب لخمس دقائق في نشرة للأخبار. المدرب الكافر لديه هم آلاف الخبراء والأطباء في كل مدينة وقرية والمشجع النصراوي لديه هم مئات الآلاف من الشباب الذين يحذر طلابه منهم لا من أجل القدوة بل لزرع التطرف والريبة. تسألونني أخيرا: ماذا سيحصل لهذا المعلم وقد ارتفعت أوراقه لطاولة مدير عام التعليم؟ والجواب لا شيء، ومثل كل ما سبق، سينقل في أسوأ الأحوال لمدرسة جديدة وطلاب صغار جدد وخامة مكانية وبشرية جديدة ليبدأ من جديد تشكيلها وربطها بفصوله السابقة.