نشرت جريدة الشرق الأوسط في عدد يوم الخميس الماضي خبراً رئيسياً بارزاً نقلت فيه نص تصريح للرئيس الإيراني نجاد يقول فيه: «نحن أهم دولة في الشرق الأوسط ومصدر إلهام للعالم».. مثلما يعني وجود هذا التصريح بين قوسين التأكيد بحالة العزلة هذه أن مضمون التصريح يتمتع نجاد بانفرادية قوله ومسؤوليته، فإنه يمكن الزحف بالقوس الأخير وإضافة عبارة وكذلك إسرائيل.. لأن الأهمية في الشرق الأوسط لم تقم على مبادئ اتصال وتعاون وتداخل مع الأهميات المختلفة مع دول التقدم العلمي والاقتصادي مع أوروبا وأمريكا وآسيا وإن كان لإسرائيل وضع أفضل بهذه الخصوصية، وبالتالي علاقات دولية واضحة التعامل، لكن كلاً من الدولتين تشتركان في أهمية ذات خصوصية معلنة وذات نتائج سيئة على الغير.. القوسان الأول شرقاً تمثله إيران، والثاني غرباً تمثله إسرائيل، حيث يقفل على وجود عشر دول عربية مهددة الاستقرار والنمو لوجودها بين القوسين.. ما أهمية أن تكون إيران دولة نووية.. هل لها استراتيجية احتلال شمالي نحو أوروبا، أو تفكر بإزاحة أمريكا من موقع السيادة الدولية.. وطبعاً هذا غير ممكن، لكن من الواضح أن الأهداف المبطنة لا علاقة لها بإعلان المواجهة ضد إسرائيل التي هي ليست بحاجة إلى إعلان مبرر التفوق العسكري لأن أوروبا أولاً ثم أمريكا أرادتا أن يجعلاها موقع شرطي مسلح يحرس تخلف العالم العربي.. أما مسألة ما يراه الرئيس نجاد من أن إيران مصدر إلهام للعالم، فهذا لا يختلف كثيراً عما قاله في الأممالمتحدة قبل بضعة أشهر من أنه يشعر بوجود إيحاءات تلهمه كل ما هو مفيد.. العجيب أن مسألة «الإلهام» تكاد تكون ذات خصوصية شرق أوسطية، فاليابان مثلاً وقفت ما بين أنقاض تهديمها وشرعت ببناء يابان جديدة، كذلك الصين، الهند، استراليا بالنازحين إليها القدماء لا سكانها الحاليين.. أمريكا بالهجرات الأوروبية إليها.. هؤلاء جميعاً لم يستسلموا لقيادات الإيهام والخرافة.. أما في الشرق الأوسط فحالياً يدور جدل ساخن.. ما إذا كانت السيدة العذراء قد خرجت فعلاً في أي كنيسة، وبين المسلمين هناك انتظار للمهدي المنتظر لطول غيابه، هو الذي أكد جهيمان بعد أن قتل نزوحه إلى جبال اليمن.. ولا نجد الآن في تلك الجبال إلا الجهل الانتحاري.. وعلى أصعدة كثيرة يتوجه موهومون بممارسة الانتحار قتلاً لمسلم آخر وكأنهم يسمعون تصفيق الحور العين تعجيلاً لرشف لذات عناقهم..