تخيل أنك عينت شخصا (ابن أصل وفصل) مسؤولا ماليا على شركتك، وبعد فترة تبين لك أن هذا الشخص حرامي، وتخيل أنك وضعت في مكانه، وبعد طرده، شخصا آخرا (لا أصل له ولا فصل)، وأثبت لك أنه «أمين على مالك وحافظ له»، سؤالي: هل نعرّف الإنسان بأنه أصيل أو بيسري، أو أن الأجدى أن نعرّفه بالشريف أو غير الشريف؟ قد يبدو هذا التساؤل عجيبا وغريبا.. ولكن لو فكرنا قليلا بما يدور حولنا في الساحة السياسية لاتضح المعنى المراد. مثلا، نائب ابن قبيلة محترمة قام، في الصيف الماضي، بوضع ملفات شركة ابن عمه على ناحية، وبدأ يتصل بالشركات التي يملكها أشخاص آخرون، والقصد ليس البحث في كيفية المحافظة على المال العام، وإنما، وهذه المصيبة، محاولة ابتزاز أولئك الاشخاص.. إما أن تدفعوا أو سأعريكم أمام المجلس والصحافة!! وزير سابق ابن عائلة محترمة، دائما يتكلم عن الحرية والدستور والمال العام، تحول بقدرة قادر من شخص «منتّف وحافي» إلى شخص يملك منزلا راقيا وسيارات فارهة وخدما وحشما!! رغم أنه لم يرث شيئا.. ولم يكن يملك شركة من قبل.. كما أنه، وهذه المصيبة، لا يملك شركة الآن.. حتى نقول إن الله وفقه في تجارة.. حتى وإن كانت تجارة أغنام!! مجموعة مواطنين، وعندما تم رفع سقف راتب المطلقة من 180 إلى 470 دينارا، قاموا بتطليق نسائهم في الكويت وتوثيق ذلك الطلاق بوزارة العدل.. ثم ذهبوا إلى السعودية والبحرين ومصر وتزوجوهن مرة أخرى وبعقود زواج جديدة تم اخفاؤها لتحقيق المنفعة سالفة الذكر!! امرأة كويتية تطلب الطلاق من زوجها صاحب الدخل المحدود لأنه يحتسي الخمر مرة في الشهر، وبعد أقل من 6 أشهر تتزوج من شخص غني.. يعرف معظم أهل الكويت أنه «سكران 24 ساعة»!! أليس في مثل هذه الأوضاع من الصعب علينا أن نقسم الناس إلى أصيل وغير أصيل، وأن الافضل أن نقسمهم إلى شريف وغير شريف؟ طبعا مع أحقية كل منا في الاعتزاز الذاتي بمرجعيته الاجتماعية. إذن علينا أن نربط العمل والسلوك بقيمة الشرف لأنها هي التي ستحدد معادن البشر، وبالتالي تحدد لنا الطريقة المثلى في احترام أو عدم احترام هذا الشخص أو ذاك. [email protected]