يوسف الكويليت * نقلا عن "الرياض" السعودية في اليمن أي اهتزاز لأمنه يجرّ معه تعقيدات كبيرة للمنطقة العربية، إذ إن طبيعته الجغرافية وحدوده البحرية الطويلة، والمطلة على مواقع حساسة وخطرة إذا ما استغلت لأي عمل إرهابي أو إخلال بطبيعة هذا البلد السياسية والأمنية ستكون إضافة إلى مآزق حادة.. دول الخليج هي المتضرر الأول من أي فوضى تنشأ في اليمن ، ومسؤولياتها كبيرة في وضع أزماته على جدول أعمالها، والمسؤولية لا تحل بفرض الكفاية، إذ إن الالتزام بتنميته، وإخراجه من دائرة الحروب والتدخلات الأجنبية، ليسا مسألة اختيارية إذا ماعلمنا أنه مستهدف، لأن يكون صومالاً أخرى، وهي الصورة المشَاهدة الآن بزرع التقسيمات الطائفية ونزعتها نحو إيران، والقاعدة، وهما ذراعان تتحدان في الهدف والفعل، إذا ما وجدتا فرصة تستغلانها نتيجة أي ضعف في هيكل الدولة اليمنية.. نعرف أن هناك معونات تدفع، وأن الاهتمام لم يغب عن هذه الدول غير أن تصاعد نزعة الانفصال، وإنشاء جيب على حدود المملكة ليكن نواة دولة تمتد إلى الداخل اليمني، وتهدد أمن المملكة، عملية لا تؤخذ بحسن النوايا، إذ لا زال البلدان يصدان تهريب المخدرات والمتسللين الذين يحملون الأسلحة وتهريبها إلى جانب قضايا التعقيدات الطبيعية للتضاريس بين البلدين ، وما يجري من خطط تتبناها دول ومنظمات تعرف الحكومة اليمنية من يدفع بهذه المشكلات إلى حدودها المغلقة.. اليمن يعاني من تزايد سكاني، وشح في الموارد، وضعف في بنيته الأساسية، وقطعاً لا بد من إصلاحات داخلية، وهي خطوات سعت لها الدولة، لكن الضغط الداخلي يتزايد نتيجة البطالة، وبالتالي إذا كانت هذه الأمور تشكل أزمة مستمرة، فالدول الخليجية والعربية الأخرى لديها الإمكانات بانتشال اليمن من حاله الراهنة.. فالقاعدة السكانية يمكن أن تكون قيمة أساسية لو وضعت خطط لبناء معاهد ومدارس تستقطب الشباب نحو تعليم فنيّ يسد فراغ الحاجة الدائمة في الدول الخليجية، يضاف إليه طرح مشروع إعمار كبير تساهم فيه حكومات الخليج وتجار اليمن المتواجدون بتلك الدول، وهو واجب قبل أن يكون منّة من أحد، ويكفي أن التدخل الإيراني أفرز واقعاً جديداً، طالما يحاول وضع ركائز له من خلال استغلال الطائفة والفقر، لإلحاقه بسياساتها المعلنة والخفية، كذلك ما تعلنه قيادات القاعدة بجعله مركز تدريب وانطلاق في عملياتها بالمملكة ودول أخرى.. الموقف الآخر أن الضرورات تستدعي أن يكون لدول الخليج رادعها العسكري طالما وضعت على خارطة المشكلات والأطماع فيه، والعملية ليست سهلة ما لم نتدارك أن الجوار الإيراني أصبح لا يقل خطراً عن أيام صدام حسين عندما استهدف الكويت ليزحف على غيرها، ولو حدث أن طُوقت هذه الدول من جانبيْ اليمن وإيران فالحالة لن تكون سهلة، وبالتالي طالما نملك الإمكانات المادية والبشرية ؛ فالذراع العسكرية الحامية لأمننا هي خيار لازم، ولا يقبل التباطؤ أو التسويف أمام المخاطر التي نواجهها.