يوسف الكويليت - الرياض السعودية لم يمضِ شهر على كشف الخلية الإرهابية الإيرانية بقتل السفير السعودي في أمريكا حتى تكرر نفس السيناريو من خلال خلية أخرى اكتشفت في قطر من عناصر بحرينية، لكن الوجود الإيراني كان ظاهراً، ولايمكن تعريف الأمر بالواقعة السهلة عندما صارت أصابعها واضحة، والغريب أن يأتي الكشف عن الإرهابيين في دولتين متباعدتين، لكن استهداف السفارتين السعوديتين وجسر الملك فهد ومواقع حساسة في البحرين، يكشف عن الوجه الحقيقي لإيران كراعية للإرهاب وموقع حضانة للقاعدة، أي أنها لا تأخذ بالمذهب كذريعة، وإنما بما تعتقد أنه يزعزع أمن دول الخليج بصرف النظر عن الوسيلة إذا كانت تؤدي لنفس الغايات.. كشفُ الواقعة جاء أيضاً باقتحام سفارة المملكة في دمشق حليفة إيران، وهذا يضعنا أمام عمل لم يأت مصادفة، وإنما ليمنح العالم رؤية إيران وسورية على حقيقتهما، أي أن اتخاذ أي قرار في مكافحة الإرهاب ومعاقبة الدولتين يأخذ دليله من الوقائع التي حدثت أمام مشهد لا تستطيع أيّ منهما إنكار ما حدث.. استهداف دول الخليج العربي، وتحديداً المملكة لا يوضع في دائرة الخلافات المذهبية، أو أن أمريكا لها تواجد على حدودها، بل ما يُفهم من هذه التصرفات اعتماد الإرهاب كقاعدة حرب من قبل إيران، ولو تصورنا كيف ستكون الكارثة لو فجر جسر الملك فهد، وكم عدد الضحايا البشرية، وبمن ستلحق التهمة، وإبعاد شبح إيران عنها، كأن توضع في سلة القاعدة، لكن بعد الآن لابد من النظر لحكومة طهران على أنها حاضنة إرهاب مع سبق الإصرار.. والمجتمع الدولي الذي لاحق القاعدة في مواقع تواجدها في كل العالم لابد أن يضع إيران على نفس الدرجة، إذ التهديد للأمن العالمي بات يأتي من دولة عضو في الأممالمتحدة، والمجاميع الدولية الأخرى، وبالتالي إذا لم يوجد الرادع الحقيقي، فإننا أمام وضع لايمكن التساهل تجاهه، فقط ببعض المعالجات التي لا توقف فعلاً مناقضاً للحقوق والواجبات التي تلتزم بها كل الدول.. فالقاعدة ليست دولة، بل هي تنظيم هلامي ليس له قاعدة معروفة طالما تم توزيع أعضائها على كل العالم، لكن إيران دولة ذات كيان، وقضية أن تتآخى مع قوى الظلام، سواء في أمريكا الجنوبية، أو تجنيد فئات شيعية وتبني نظرية حقها في الدفاع عن نفسها كدولة مستهدفة، لا تعطيها الحق لأنْ تتخذ جانب الإرهاب ذريعة بخلق قاعدة جديدة تحت مظلة الشيعة.. المهم في الأمر أن المملكة، كطرف جاءت في عمق العملية الإرهابية ومن خلال كشوفات الفعل الإيراني من دول أكدت بالقرائن، والوقوعات أنها ضالعة في الإرهاب، ونحن هنا لا نقول إن كلّ الإخوة الشيعة في حلف مفتوح مع إيران، أو أن لهم نوايا سيئة يتم استخدامهم بها، بل نعرف من هم الذين يتعرضون للسجن والإقصاء حتى داخل إيران نفسها، لكن ما جرى يتفق والعقلية الحاكمة هناك.. عموماً الموقف الدولي لابد أن يكون حاضراً، لأن المسألة لا تقاس بتبعة ما جرى، وإنما بما سيأتي إذا ظلت دولة تعتمد الإرهاب وسيلة وغاية..