عبدالله ناصر الفوزان - الوطن السعودية كالعادة جلس الشيخ في الغرفة وأعطى الإذن بدخول المريض.. فدخلت عائشة.. ممتلئة.. في حدود الثلاثين.. تلبس حذاءً عالياً وتلف العباءة بطريقة فيها دلال.. وسلَّمت فرد عليها السلام وأشار لها لتجلس فجلست، وقال لها: خير إن شاء الله.. وش فيك؟ تنهدت عائشة وهي تقول.. والله ما أدري وش فيّ.. يمكن إنه شيطان... من تطلَّقْت وهو غاثِّني يِمَشْوِرْني يمين وشمال ومضيِّق صدري.. ويضحك عليّ ويخلِّيني أفعل اللي ما ينفعل. الشيخ : وشلون؟ عائشة: ما يبيني أقر في بيتي أبد.. أروح حتى للمستشفيات وأنا ما في شيء.. وأدخل على الأطباء وأنا ما أدري وش أبي.. وأسوي الهوايل. الشيخ: وش تسوين؟ عائشة: آخر مرة رحت للطبيب بقميص النوم.. لبست العباءة فوقه ومشيت ودخلت على الطبيب.. ويوم بدا يفحصني غشاني الشيطان وذبيت عباتي.. وقمت أتقلب على السرير.. وتكشفت وأنا ما أدري. الشيخ: تعوذي بالله من الشيطان عائشة: دايم أتعوذ.. بس ذبحني.. والله ما أدري وش يبي .. تكفى يا شيخ اِقِرْ عليّ واطرد هالخسيس وريِّحني منه. واضجعت عائشة وهي تقول.. يالله يا شيخ اِقِرْ عليّ عساني أطيب.. تراني في حالةٍ صعبة. وبدأ الشيخ يقرأ وهي متنقبة وملتفة في عباءتها.. ثم فجأة انتفضت وهي تقول: الشيطان .. الشيطان.. ورفعت يديها وهي تقول .. آه.. آه.. ونزعت غطاء رأسها ورمته بعيداً فانكشف وجهها وشعرها.. فتوقف الشيخ عن القراءة ونهرها بقوة فقالت: الله يسامحك يا شيخ.. يعني أنت تبي تعاون الشيطان عليّ.. يا شيخ هذا غصب علي.. أنا ما أدري وش أسوِّي.. وقرايتِك تريِّحني بدون غطا خلَّني على راحتي الله يجزاك خير.. أنت ما منك خوف وما فيك شك.. ثم صرخت وقالت.. غشاني هالخبيث.. ذبحني.. اِقر يا شيخ.. اِقر. وبدأ الشيخ يقرأ وفجأة صرخت عائشة وأزاحت عباءتها بحركة سريعة مضطربة.. فبدا قميص النوم.. وبدا صدرها.. وتوقف الشيخ مرة أخرى عن القراءة ونهرها بعنف وهو يقول.. وش سوِّيتي؟ وش سويتي؟.. تستري وإلا قومي وروحي عني.. وبدت وكأنها لم تسمع ما قال.. وحركت قدماها بشدة فتكشفت أكثر.. فأعرض الشيخ وهو يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ثم سحب عباءتها من تحتها وحاول أن يسترها بها لكنها بدأت تتقلب فغضب الشيخ وضربها بكف يده بقوة في ساقها المكشوف فصرخت وهي تقول: الشيطان.. الشيطان.. فقال لها الشيخ اركدي قالت :الله يسامحك.. المفروض إنك تساعدني.. إذا ما ساعدتني من يساعدني؟ فقال : زودتيها.. قالت مهوب على كيفي.. الشيطان هو اللي يحركني عشان يفتنك.. يعني ما تدري؟ فقال الشيخ : لا .. بالله بس قومي.. فقامت وهي بقميص النوم وتناولت حقيبة يدها وأخرجت صفحة من صحيفة الرياض صادرة يوم 18/10/1430 العدد 15090 وناولتها الشيخ وهي تقول: غريب إنك شيخ وراقي وما تعرف! وأشارت بإصبعها لمكان في الصفحة وقالت: اِقر علشان تعرف. كان تحقيقاً عن الرقية الشرعية تم فيه استضافة شيخ يعمل راقياً وفي الوقت نفسه هو إمام لجامع شهير من جوامع الرياض، وبدأ الشيخ يقرأ فقالت عائشة خلني أسمع.. فشرع الشيخ يقرأ بصوت مسموع ما قاله إمام الجامع ((والثانية من الفتن التي يتعرض لها الراقي فتنة النساء وما يتعرض له الراقي من بعض ضعيفات النفوس لإغوائه)) فرفع رأسه وقال يعني أنت قصدك تغويني؟ فقالت عائشة لا.. لا.. واصِل.. فعاد الشيخ للقراءة ((أو من تلبُّس الشيطان بعضهن، ويحاول الشيطان أن يغري الراقي، ويجعل المرأة تتكشف عندما يصرعها بقصد فتنته)) فقالت عائشة.. هاه.. هاه؟ شفت وش قال الشيخ إمام الجامع اللي يعرف الرقية وأحوال الناس؟ أنت الظاهر إنه ما عندك علم ولا خبرة.. الشيطان صرعني قدامك وخلاني أتكشف علشان يغويك ويخليك توقِّف القراية وأنت طاوعته.. المفروض إنك تكون أقوى منه وما تخليه يغلبك. وجلست عائشة على الفراش مرة أخرى ثم اضطجعت وهي تقول": يالله.. اِقرْ.. واقهر الشيطان.. وكان الشيخ قد واصل قراءة التحقيق في الصحيفة وهو شبه مذهول من أقوال الشيخ الراقي إمام الجامع فرفع صوته لتسمع عائشة((وللأسف بعض أولياء الأمور يترك المرأة مع الراقي وحدها في خلوة غير شرعية، وبعضهم يبتعد عن الراقي أثناء الرقية ولا يكترث من لمس الراقي لمحرمه)) ورفع رأسه ونظر لعائشة المضطجعة في قميص النوم وقال: هو ولي أمرك برّا؟.. ليه ما دخل؟ قالت: أنا ما قلت لك إني مطلقة؟ وأبوي متوفى.. أنا امرأة مكسورة الجناح.. يالله بس اِقرْ عليّ.. وفكني من هالشيطان اللي عذبني، وإلا تراني أبطاوعه، هو مزين لي الاختلاط.. يقول الاختلاط ما فيه شيء وأنا أعرف إنكم يالمشايخ محرمينه علشانه يؤدي إلى خلوة.. يالله اِقر يا شيخ وفكني من الشيطان ومن الاختلاط.. ونظرت للشيخ نظرة رجاء وهي تقول: اقرب مني الله يعافيك واِقر عليّ.. ثم صرخت.. الشيطان جاني.. الشيطان.. الشيطان.. وحركت رجليها بشدة ثم تقلبت والشيخ ينظر بحيرة ويقول وش ها الشيطان؟؟ هذا شيطان أقشر.. أنا ما شفت مثله.. أعوذ بالله من ها الشيطان الأقشر.