لا يمكن أن يقلل أحد من أهمية عالم الإنترنت وفضائله وحسناته, وسواء كتبنا فيه مقالات المديح أو دبجنا فيه قصائد الهجاء, هو حقيقة معاشة لا يمكن تجاوزها بأية حال, لكن هذا العالم لا يمكن أن نتعامل معه كعالم افتراضي، لأننا ببساطة لم نتعامل معه بناء على تلك النظرية, وبناء على أن الجريمة الإنترنتية موجودة كان لا بد من ملاحقة ومحاسبة من ارتكبها، فعالم الانترنت أصبح وسيلة لبيع العناوين الإلكترونية, والهجمات الإنترنتية الساعية لتدمير المواقع المنافسة, وبيع بيانات المواقع الخاصة بألعاب الحاسب الآلي, وتحقيق الأرباح المادية من خلال هذه الطرق غير المشروعة في سوق الإنترنت السوداء من خلال شبكات المافيا الإننرنتية، وما زالت دول العالم تسن القوانين لردع هذه الجرائم وإيقاف مدها. هناك أيضاً المنتديات الحوارية التي كانت بلا شك وسيلة عظيمة لتوسيع مدارك وأذهان المهتمين بالفكر, فأصبح الناس أكثر من ذي قبل تقبلاً لغيرهم وهذا خير, حتى إن صديقاً متديناً قال لي:"لقد تعلمت من الحوار أن أكون لطيفاً حتى مع الملحد الذي يرفض ديني, وأن أحرص على هدايته بالحسنى, مع عميق شفقتي عليه". هذا التطور سيكون له أثر بالغ في تكريس السلم الاجتماعي بين الناس, وتمدين المجتمعات بحيث تتحاور بشكل حضاري, لكن يجب ألا يدعونا هذا لترك الحبل على الغارب كلية, فالتجريح الشخصي وافتراء الأباطيل على الناس جريمة يجب أن يعاقب من فعلها, ومع الأسف هذا هو واقع عالمنا الإنترنتي, إذ بإمكاني أن أسجل في أي منتدى حواري مفتوح وأمسك برقبة أي شخص أكرهه وأسلخ جلده حياً و أن أفتري عليه بكل ما أشاء من بهتان يسمح به ضميري دون رادع على طريقة " لعن السنسفيل المعروفة " ولأن عالم الانترنت ليس افتراضيا فهذا التشويه المتعمد سينعكس ويؤثر على سمعة من افتريت عليه.هذه الممارسة يجب أن تتوقف ولا بد من تسجيل هذه المنتديات الحوارية بصورة نظامية بحيث يحاسب كل إنسان على ما خرج من رأسه, أما من لا يملك شجاعة الكلمة فيجب عليه عند هذا الاكتشاف أن يبقي كلمته لنفسه.