د.عبدالعزيز بن جار الله الجار الله - الاقتصادية وصف (رامسفيلد) وزير الدفاع الأمريكي السابق أثناء التحضير للحرب على العراق عام (2003م) أوروبا بالعجوز أو أوروبا القديمة عندما رفضت دولها الاستجابة لطلبه في الدخول في الحرب على العراق إلا بتفويض من مجلس الأمن باستثناء بريطانيا التي استجابت لطلب أمريكا رغم أنها أي - بريطانيا - تعد الدولة الأقدم والأعرق في أوروبا وأكثر دولها تمسكا بالتقاليد والكلاسيكية. قبل ذلك التاريخ وفي أوائل القرن العشرين الميلادية وصفت بريطانيا وفرنسا الدولة العثمانية بالرجل المريض لتحريض الشعوب العربية والإسلامية على الانتفاضة على الهيمنة العثمانية تمهيدا للقضاء على الخلافة الإسلامية وتقسيم الشعوب العربية إلى تجمعات وفقا لخطوط الطول ودوائر العرض تطبيقا لمعاهدة (سايكس - بيكو) معلنة بداية الاستعمار الغربي للبلاد العربية. ما بين طروحات رامسفيلد وطروحات بريطانيا وفرنسا زمن الاستعمار للمنطقة العربية تقع حقيقة التبريرات. فعندما تريد أي حكومة أو أي سياسة أن تبرر أفعالها تلجأ إلى هذه الأساليب فأمريكا التي وصفت أوروبا بالعجوز والقارة القديمة تغرق الآن في أكثر من وحل ومستنقع أولها الحرب العراقية وهاهي تستعد للخروج من العراق لتحفظ ماء الوجه. وثانيا الحرب في أفغانستان وباكستان، وثالثا مستنقع اقتصادي دوائره كبيرة جدا لا يمكن لأوباما أن يعالجه بالحكايات والبلاغة الكلامية والتبشير الديمقراطي. أما عرب الرجل المريض فقد خرج العرب من وجع إلى آخر ومن ارتفاع حرارة تركيا الموصوفة بالرجل المريض إلى حرارة التخلف الحضاري قياساً بالمحيط المجاور أوروبا. ففي الأراضي العربية الكثير من المستنقعات والبحيرات الراكدة والأحواض المغلقة والأنهار الجافة جميعها تشكل (التورط) الذي دخله العرب من بعد أن تحرروا من الهيمنة العثمانية والاستعمار الغربي ورغم التحرر العربي إلا أننا مازلنا غير قادرين على بناء نظام اقتصادي لا أقول موحدا بل مشترك ونظام تعليمي وثقافي ومعماري وطبي وصناعي. التعاون بين الدول العربية تعترضه معوقات كثيرة رسمية وشعبية تدخلات دولية لا تريد للعرب أن تكون لهم سمة أو ائتلاف مثل إيلافهم في الاتحاد الأوروبي المشترك وتجمعهم في الحلف الأطلسي والدول الثماني. إذا كانت الجامعة العربية تراوح في (قيد أنملة) سياسياً ما الذي يمنع من تنشيط الجامعة العربية في مجالات الثقافة والاقتصاد والإعلام والتعليم والصناعة والعمران لتكون لدينا بدايات اتحاد عربي مشترك مماثل للاتحاد الأوروبي الذي وحد أوروبا اقتصاديا وثقافيا وحضاريا. نحتاج في كل حدث إلى أن نرجع للتاريخ البعيد والقريب لإعادة قراءته واستعادته لأن الذاكرة العربية تنسى دائما الأحداث.