نفى معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، الأحد الماضي خلال رعايته حفل تكريم متقاعدي وزارته وجود 3 ملايين فقير في المملكة.! كما نشرت صحيفة "الرياض". في الخامس من أبريل الماضي كانت هناك انتقادات لاذعة من أعضاء مجلس الشورى لتقرير وزارة الشؤون الاجتماعية السنوي، والذي تحدث صراحة عن وجود 3 ملايين سعودي تحت خط الفقر. وأذكر أن عضو المجلس الدكتور سعيد الشيخ تساءل آنذاك عن وجود 3 ملايين شخص تحت خط الفقر يستفيدون من مساعدات الضمان الاجتماعي وهم في دولة غنية.! ترى ماذا ستكون ردة فعل السادة أعضاء "الشورى" عندما يسمعون بعد 86 يوماً من مناقشتهم لذلك التقرير تصريح الوزير العثيمين وهو ينفي وجود تلك الملايين الثلاثة من الفقراء، ويكتفي بالاعتراف فقط بالحالات المستفيدة من الضمان الاجتماعي البالغ عددها 600 ألف "حالة"؟! من قرأ تقرير "الشؤون الاجتماعية" ثم سمع التصريح الأخير لوزيرها، يدرك أن هناك تناقضاً بينهما، وتضارباً في الألفاظ ، إن لم يكن تلاعباً بالأرقام أيضا. لذا فهناك افتراضان للتقريب بين تصريح معالي الوزير وتقرير وزارته. الأول: أن الدكتور العثيمين يقصد ب"الحالة" الأسرة. وهنا لا يعقل أن يحسب رب الأسرة فقيراً، بينما يعتبر بقية أفراد أسرته فوق خط الفقر. وبالتالي لا يضمّنوا في إحصائيات "الشؤون الاجتماعية" كفقراء.! أما الافتراض الآخر فهو: أن الوزير يقصد بنفيه وجود 3 ملايين فقير، أن هناك عدداً أكبر من الفقراء يتجاوز هذا الرقم . وهو ما أميل إليه شخصياً! لا ألم أيها السادة أشد على الفقير من تجاهل حاجته، إلا ألم إنكار وجوده..! خروج عن النص: علمتنا مدارسنا منذ نعومة أظافرنا (عني لم تكن أظفاري يوماً ناعمة) أن الصمت حكمة. وأنه إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب. لكنني اكتشفت بعد سنوات أن السكوت "فالصو" لا قيمة له، حتى لو كان الانتظار مئة يوم، أو حتى ألف ليلة.. وليلة.!