محمد بن عبداللطيف آل الشيخ * الجزيرة السعودية تقول أخبار أهل الفن أن تعاوناً تم الاتفاق عليه بين الفنان محمد عبده والدكتور عايض القرني؛ حيث سيغني الأول من (كلمات) الثاني قصيدة نبطية، واتفق الطرفان على أن يكون أداء الأغنية دونما موسيقى، رغم أن حرمة الموسيقى في الإسلام قضية خلافية كما نعرف جميعاً غير أن شروط الشاعر يجب أن يتقيّد بها الفنان، كما هي أعراف العاملين في صناعة الأغنية كما يقولون. الدكتور القرني حاول أن يجعل من تعاونه الجديد مع محمد عبده (قنبلة) الموسم كما هي تعبيرات أهل الفن عندما يتحدثون عن حدث لافت في الساحة الفنية. ويبدو أن الدكتور القرني قد ضعف أمام الإغراء، ودوافع الشهرة والتألق، وذهب بعيداً ليجعل لقنبلة الموسم هذه (فرقعة) إعلامية، فموّل (الفرقعة) - كما يقولون - بمبلغ مليون ريال - ما شاء الله - إضافة إلى جوائز أخرى قيمة، تمنح من خلال (مسابقة) لأي شاعر (يحاول) أن يقترب بلاغياً من هذه القصيدة (الفلتة) التي سيؤديها الفنان (الفلتة) أيضاً، وقد تكونت لجنة تحكيمية من شعراء شعبيين، وتكونت كذلك (أمانة عامة) للجائزة، لتلقّي قصائد الشباب، وتنظيم المسابقة، وتحديد من هو الشاعر صاحب الحظ الذي سينال قصب السبق بين المتبارين، والحكم على قصيدته بأنها الأقرب لقصيدة الشيخ عايض. ويقول أهل (الخبرة) أن الشاعر الشعبي الذي سيفوز بوسام (السنبلة) - كما هو الاسم المقترح للجائزة - ومعها المليون ريال، سيتنافس المطربون وكذلك (المنشدون) على باب بيته، وستصبح صورة على غلاف المجلات، وفي إعلانات القنوات الفضائية، وربما في الإعلانات والملصقات التجارية في الشوارع كما هو لاعبو الكرة ونجومها، وسيرتفع أجره في العلالي، وهذا ما سيجعله ليس مشهوراً فحسب بين الصحويين، وإنما سيكون له بين الفتيات (حظوة) مثلما كان لعمر بن أبي ربيعة حظوة بين فتيات مكة في زمنه، ألم يفز بوسام السنبلة في الشعر؟ الزميل الكاتب عبده خال انتقد قصيدة الدكتور القرني من الناحية الأدبية؛ وفات على الأستاذ عبده خال ان العبرة في دهاليز الفن والأغنية ليس بجودة القصيدة وإنما بنجومية كاتب الكلمات، فالأهم ليس المحتوى وإنما من يكون الكاتب. فلو أن اللاعب (النجم) ياسر القحطاني - مثلاً - كتب قصيدة شعرية، حتى وان كانت برداءة (راعي المعارض قام يتحدى... جاب الشبح والروز من جدة) وغناها الفنان محمد عبده لتردد صداها في كل أرجاء العالم العربي، ولن يحتاج ياسر القحطاني لترويجها إلى أية (جعجعة) إعلامية على غرار مسابقة المليون العائضية. وختاماً بودي أن أسأل الدكتور عايض القرني سؤالاً واحداً: أليس من الأفضل أن يتبرع الشيخ بهذا المليون في الأعمال الإنسانية النبيلة بدلاً من (تبذيرها) في هذه الممارسات الدعائية الرخيصة؟ ماذا - مثلاً - لو احتذى الدكتور القرني بمنتجي فيلم (مناحي) الذي يعرض حالياً في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، ويذهب ريعه للأطفال المرضى بالسرطان، وجعل هذا المبلغ الكبير في هذا العمل الخيري النبيل، مثلما فعل منتجو فيلم مناحي، أليس ذلك خير له من الجعجعة الدعائية الرخيصة؟ إلى اللقاء.