تخيّل كيف يمكن للتقنية أن تساعد في حل المشاكل الصعبة في العالم! ذلك هو «كأس التخيُّل»! ومحور مسابقة سنوية عالمية تقدمها شركة مايكروسوفت لتشجيع طلاب الجامعات على الإبداع التقني منذ 6 سنوات. وهذا العام ركزت المسابقة على موضوع «عالم بلا وفيات أطفال، ومجاعة، وفقر وإعاقات». وتحت شعار «معا سنغير العالم» تستضيف مصر التصفيات. وإذا نظرنا للمسابقة سنوياً على مستوى المملكة، نلاحظ تميز طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بحصد المركز الأول وتمثيل السعودية في النهائيات. وملفت للنظر أيضاً تميز وتفوق الطالبات. إبداع طالبات كلية الحاسبات وتقنية المعلومات بجامعة الملك عبدالعزيز تكرر مرات ومرات! وهو إنجاز وفخر وإثبات لقدرات وتطور الفتيات السعوديات. في بداية المشاركة في المسابقة عام 2006م حققت طالبات قسم علوم الحاسبات المركزين الرابع والخامس على مستوى المملكة. وفي السنة التالية حصدوا نفس النتيجة بإشراف د. أميمة بامسق و د. هناء النعيم. وعام 2008م نالوا المركز الثالث بإشراف د. أروى الأعمى. أما في «كأس الإبداع والتخيل 2009» ففازوا بالمركز الثاني على 2000 طالب وطالبة عن مشروع (MOUT Mobility Observatory of Urban Traffic ونال طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المركز الأول عن مشروع «لا للفقر». أبدعت الطالبات أمل الغامدي وأروى المطوع ومشاعل الغامدي وغادة المحمادي، تحت إشراف د. أميمة بامسق، نظاماً يهدف لتقليل الحوادث المرورية عن طريق جهاز يُركب ضمنياً في السيارة يخبر السائق عن الحد الأقصى للسرعة في الشارع وينبهه إذا تجاوزها. وعند تكرار تجاوز السرعة يرسل النظام تقريراً لقاعدة البيانات بموقع السيارة والوقت. وينبه أيضاً السائق لخفض السرعة عند المدارس والمستشفيات. ويرسم على خارطة أماكن الحوادث والاختناقات المرورية وتجاوز السرعات. فيستفيد المرور والبلديات من هذه المعلومات. ولأن الفرق بين المشروعين الأول والثاني ضئيل، تأهلا على مستوى العالم في النهائيات بالقاهرة شهر يوليو، وسيكون الفريق الثاني كضيف شرف. وفي بادرة طيبة رعت وزارة التعليم العالي لأول مرة المسابقة. ونتمنى المزيد من الاهتمام بالمواهب اليافعة واستثمار هذه المشاريع الرائعة. ولفتة جميلة أن تنشر الخبر مجموعة طلاب كلية الحاسبات على موقع فيس بوك وتهنئ الزميلات. لدينا كنوز وثروات! إبداع حقيقي لا تهيؤات! الوطن بخير، وأبناؤه وبناته موهوبات. احضنوهم ووظفوهم وأتيحوا لهم كل الامكانيات. ودعوا الفتاة السعودية تتحدى العقبات وتتقدم للأمام بثبات. هذا كأس الواقع وليس كأس التخيّلات! بالمناسبة ألم يذكركم مشروع طالباتنا بتلك الكاميرات؟! كاميرات المرور "نظام ساهر" ذات ال 2 مليار ريال لرصد المخالفات!!