قِيَادَةُ المَرْأَةِ للسيَّارَة .. آخِر مَرَّة ..! أحمد عبدالرحمن العرفج - المدينة حقاً.. لقد أصبح أمر «قيادة المرأة للسيارة» من الموضوعات المُكرَّرة والمُملَّة، بل أصبحت قضيّة من لا قضيّة له، وكأنَّها تَتماثل في ذلك مع «قضيّة فلسطين»، بحيث أضحى أي كاتب يُعاني من الإفلاس -الكِتَابي لا المالي- ليس أمامه سوى الكِتَابة إمَّا عن «قيادة المرأة للسيَّارة»، وإمَّا عن «قضيّة فلسطين»!! لِذَا أعتذر لهذه العودة.. «لأن الموضوع أصبح مُتعفِّناً من البيات».. ولكنِّي -ودائماً هُناك «لكن»- وَجَدْتُّ مَدخلاً جديداً من المُمكن أن يَشفع لي في هذه العودة!! فالسُّؤال الذي يَلحّ على الذهن باستمرار، لماذا تمتاز بعض العقليَّات ببُطء الفَهم، وتَأخُّر الاستيعاب، وثُقل الإدراك، بحيث تَستغرق سنوات - قد تصل للعشرين سنة - حتى تَفهم ضرورة أمر، أو تُدرك ضرره، أو حتى تَتقبَّل الحديث فيه؟! خُذ مثلاً ما طَرحه مُؤخَّراً أستاذ الفقه المُقارن؛ والقاضي السَّابق في محكمة حائل د. عبدالله المُطلق؛ حيث قال: إنَّه لا يُوجد «مُسوّغٌ شرعيٌّ» يمنع المرأة من قيادة السيارة، مُؤكِّداً أنَّه يُعِدُّ دراسة مُتكاملة يُمكن بمُوجبها السَّماح للمرأة بقيادة السيَّارة.. وِفقاً لخَبر نشرته صحيفة «عكاظ»!! وأوضح الشّيخ المُطلق أنَّ هذه الدّراسة تأتي من أجل درء المفسدة للسَّائق الأجنبي في المُجتمع السّعودي، ودعا إلى السَّماح للمرأة بقيادة السيَّارة عاجلاً، لاسيّما أن المرأة في الضَّواحي والقُرى تَقود السيّارة مُنذ عقود من الزمن، ولم تُسجَّل على نساء أهل القُرى ممَّن يُمارِسنَّ القيادة أي مشاكل على الإطلاق، بل كَسبنَّ الاحترام بشَجاعتهنَّ واحترامهنَّ للأنظمة المروريّة، بما يفوق احترام الرِّجَال لقوانين السير والمرور، وهُناك سيّدات يَملكنَّ سيّارات باسمهنَّ!! وأشار الشّيخ المُطلق في دراسته إلى أن السَّائق الأجنبي رُصد عليه الكثير من المُلاحظات، وبالتَّالي قيادة المرأة للسيَّارة فيها درء للمفسدة، لاسيّما أنَّه لا يوجد أي «محظور» يمنع المرأة من قيادة السيَّارة.. أمَّا «العادات والتَّقاليد في مُجتمعنا فيجب أن لا تحكمنا على الإطلاق»!! ولم ينس الشّيخ الدَّعوة إلى إطلاق حملة توعويّة للشباب، تُنادي باحترام الفتيات أثناء القيادة، حتى يتأقلم الجميع، ويُصبح الأمر عاديًّا!! بعد هذا الطرح الشُّجاع والمُثير.. ألا يحق للقلم أن يطرح سُؤالاً مفاده: لماذا ننتظر قرابة ثلاثين سنة؛ حتى نستوعب «درء المفسدة للسائق الأجنبي» ؟!! لماذا أَخذت لُحمة أفكارنا تُطبخ على نار هادئة (جداً)؟!.. لدرجة أن الكثير ممن انتظروا هذه اللُحمة فقدوا الأمل في الطَّبخة، ولجأوا إلى مطبخهم الشَّخصي أو أَكلوا من وجبات «المطاعم السَّريعة»!! لماذا ولماذا ولماذا ......؟!!.