يمتلك بعض الأشخاص مقدرة خارقة في الظهور بأوجه مختلفة ومتضادة,فربما ظهر أحدهم أمامك بدور الناصح المشفق, وإذا به خلفك من الشامتين ولأسرارك من الفاضحين , وهكذا.. ومثل هؤلاء قد يصعب اكتشافهم إلا بمحض الصدفة ,أو حينما تشاهد أحدهم يزاول لبس الأقنعة أمامك على حساب شخص آخر فتتوجس منه خيفة وأنت تخشى أن تكون أحد ضحاياه.. غير أن ما سبق يهون عندما نرى ذات الدور يقوم بأدائه شريحة واسعة من المجتمع أمام مسئولٍ ..وزيرا أو أميرا أو مديرا.. ذلك عندما يتم الحديث بين أفراد المجتمع في مجالسه الخاصة عن مساوئ هذا المسئول أو ذاك.. عدم نفعه للبلد ,أو الفساد المستشري في إدارته ,أو تقاعسه في عمله.. ويطبق عامة المجتمع على مثل هذا التجريح ,ثم تفاجأ عندما تنتقل من همس المجالس إلى جهر المحافل فإذا المسئول ذاته بات الرجل الملهم والذي لم يمر على المجتمع له مثيلا..!! لقد كان بوسعهم الصمت إن لم يجرءوا مع هذا المسئول على الصدح بما يجدون في صدورهم عليه من مثالب..فمثل هذا السلوك المشين ليس من أخلاقيات المجتمع المسلم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن توجه إليه النصيحة:"لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم". إنك لتتذكر الأسلاف وكيف كان رؤوس القوم في ذلك الوقت يقذفون الحقيقة في وجه المسئول بلا رتوش وكذلك بلا إساءة ..إنما هي الحقيقة المجردة وإن أغضبت ..