صاحب السمو الملكي الأمير المثقف والشاعر خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة.. نحن على ثقة من أن تلك الرؤى والهموم والخطط التنموية والدخول إلى العالم الأول وكثيراً من تلك الجوانب التي دعوتم لها والقواسم المشتركة ستتحقق بإذن الله بعيداً عن ثقافة الإحباط التي جعلتنا نؤمن أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، سمو الأمير أبهرتنا بهذه الأفكار فباتت قضية بناء الإنسان تحظى بمكانة عالية في اهتماماتك، وكأنك تقول، إذا لم نسعَ للبناء المؤسسي وتكامل النسق الاجتماعي - فكيف سنواجه الزمن الذي اصبح يتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء ونحن نحبو، كيف سنواجه أنفسنا ونحن في الحالة المهتزّة، فكيف سنواجه أبناءنا ونحن قدوة لهم، ماذا نقول للتفوق العلمي الخارجي والإبداع العلمي أو حتى نساير هذه التداعيات ، نعم .. يا سمو الأمير بهذه الرؤى الصادقة وهذا الطرح المتميّز سوف يعقد العزم وسوف يتم تكملة تلك الرحلات ونتحدث عن ابن سينا ونقارن بين الفارابي وابن الهيثم وبين أولئك الذين تعلموا منا. نعم .. يا سمو الأمير ، الرهان الصادق على حب الوطن والولاء له وبناء الإنسان والتغيير كمنهج حتى نصل لما نصبو إليه ،خرج منكم ويبقى فقط التحرك. *** ونحن نعيش اليوم في عالم الإعلام الصغير أو كما يحلو للبعض أن يطلقوا عليه الصندوق الصغير في ظل ثورة الإعلام والاتصال والشبكة العنكبوتية، ورغم أن الاستراتيجية الإعلامية هاجس، ولكن يأتي الإعلام العربي فقيراً من البرامج الإعلامية تجاه فئة عزيزة وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، والحاجة ملحة وضرورية لإيجاد إعلام يستهدف جمهور العامة ومسؤولي القطاعات العامة والخاصة للتوعية والتثقيف بهذه القضية التي لاقت من الإقصاء والتهميش. *** منذ تلك الحادثة التي وقعت بأدبي حائل وهذه الحادثة وقعت أثناء عرض فيلم (الظلام) وتلك الثورة المتشددة لهذا العرض، منذ ذلك الوقت وأنا بصدد الحديث عن هذا النموذج الحضاري أدبي حائل الذي كان له قرار يستحق التقدير والاحترام، وكيف خرج أحد أئمة المساجد وطالب بمقاطعة النادي ولا زلت أذكر كلمات الاستاذة الكاتبة بشائر محمد في مقالتها (( إلا أن النادي جاء رده في الصميم وهو الرفض العملي للهيمنة الفكرية المتطرفة ورفض الوصاية على عقول وأخلاق الآخرين)) انتهى. رغم أن الفيلم عبارة عن -حكاية فتاة تحدّت الإعاقة في كل شؤون حياتها حتى أتمّت تعليمها- لماذا كثير من العقول ما تزال في غرف العمليات مخدرة ومعطّلة مراكزها والعاطفة فيها متوترة ومراكز السمع لديها بحاجة للمسة كهربائية حتى تفيق أجهزة الوعي عندها، تحية تقدير وحبّ لهذا النادي وكل القائمين على شؤونه. *** عندما نمتنع عن المكاشفة والوضوح والصراحة ونتمسك ونصرّ على أن كلاً منا هو صاحب الحق في إبداء الرأي، وعندما نصاب بداء عدم الاهتمام وإقصاء الآخر، تكون الكارثة، حتى أننا نعتقد ونجزم أن اهتمامنا بثقافة الآخر ورأي الآخر دليل على الضعف- أيّ انهزام هذا- ثم إننا نرى اختلال توازنات التربية لدينا وغياب الإرث الثقافي، وتدخل المصالح وقوانينها، والغرور يأخذ نصيبه وتنتشر ثقافة البغض والحسد، هنا تأتي الوشاية من حاسد أو حاقد فنحن لم نؤمن بعد بالمكاشفة ولا نحترم الآخر -ولكنّا نحاور أنفسنا- ونحترم آراءنا ونعشق مصالحنا. *** الدكتور القدير محمد الطريقي -جاءت موسوعة التنمية وحقوق الإنسان- الجزء الأول لتختزل ربع قرن في هذا الزمن جعلت فيه الثورة المعرفية رقماً، هذه الموسوعة خرجت بمصطلح آخر للمواطنة والالتزام الواعي بقضايا الأمة، تنتظر الجزء الثاني - تحية إكبار وتقدير لهذا الجهد وهذه الكتابة الصادقة.