حمد الماجد - الشرق الأوسط اللندنية بمكر ظاهر قال الرئيس الفنزويلي شافيز وهو يصافح الرئيس الأميركي أوباما في لقاء قمة الأميركتين: هاتان اليدان، وأشار إلى يديه، سبق أن صافحت بهما الرئيس بوش قبل ثماني سنوات، وكأنه يستعير التعبير المصري الظريف (قاعدين على قلوبكم) والمحصلة «يا أميركا عليكم أن تتغيروا فنحن لن نتغير»، وسنوات شافيز الثماني كأنها أشهر مقارنة ببعض الزعامات السياسية العربية التي تجاوزت القعود على قلوب الرؤساء الأميركيين إلى الربض عليها، من هؤلاء الرؤساء الأميركيين جونسون ونيكسون وفورد وكارتر وريجن وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن وأخيرا أوباما والعدد مرشح للزيادة على الرغم من الحسد الأميركي. وقبل مصافحة أوباما لشافيز كانت معركة القبلات في العاصمة الفرنسية ورئيسها الرومانسي ساركوزي وهو يستقبل الرئيس أوباما الذي لم يكن هناك فرق في تعامله مع هذه القبلات عن تعامله السياسي مع الملفات الساخنة، فقد قبل الرئيس ساركوزي ميشيل زوجة أوباما فيما اكتفى أوباما بمصافحة زوجة ساركوزي الحسناء كارلا بروني، وكأن الأمر لم يرق للرئيس ساركوزي فكتمها في نفسه وثأر لزوجته المحرومة من قبلة أوباما فانتهز فرصة فتاة مراهقة في جموع المحتشدين كانت ترفع صوتها متوسلة إلى أوباما أن تعطيه قبلة، فتوسط لها ساركوزي، فاعترض أوباما بلطف محتجا بالمسافة الأمنية التي يجب احترامها وكأني به يسترجع لقطة الرئيس السابق كلينتون وهو يقبل مونيكا بين الجموع المحتشدة، لكن ساركوزي ألح عليه إلى أن تحقق للمراهقة ما أرادت أو بعبارة أدق ما أراده ساركوزي. ومن الغد أطلق الرئيس الفرنسي لسانه الطويل على أوباما، فوصفه بالضعيف فقط لأنه لم يسبق له خبرة إدارية ولم يتول منصبا وزاريا من قبل، لكن ساركوزي لم يخبرنا إن كان ثمة شيء ربحته أميركا أو العالم كله من بوش الابن غير الدمار السياسي والاقتصادي والقلاقل في دول كانت آمنة مطمئنة، مع أن بوش يملك سيرة ذاتية ضخمة فقد كان حاكما لتكساس الولاية الأميركية الأهم، ورئيسا لأكبر شركاتها النفطية وسليل أسرة سياسية معتقة فأبوه رئيس لأميركا وأخوه جيب حاكم لفلوريدا. هذا هو أحد وجهي عملة ساركوزي الناقد لأوباما، أما الوجه الآخر فشخص آخر تملكت قلبه كاريزما أوباما الساحرة حتى أن جون ليتشفيلد من صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أشار إلى سعادة ساركوزي الزائدة بالظهور برفقة أوباما حتى بدا كطفل بجانب ممثله السينمائي المفضل، بالتأكيد أن أوباما ضربة فائقة الجودة للمعلم الأميركي، فصورة أميركا المتسخة في العالم بسبب سياسة الرئيس بوش لا يكفي لتنظيفها أكثر مساحيق التنظيف قوة فألقت أميركا بالقنبلة الصابونية السمراء، باراك حسين أوباما الشخصية الساحقة، وعلى الرغم من أن الناس في العالم تدرك أن أميركا دولة المؤسسات التي لا تتغير سياساتها بفرد إلا أن قادة العالم وشعوبه يحسون أنهم مع أوباما أمام شخص مختلف وسياسة مختلفة ولو نسبيا. موقف أوباما الخجول من القبلات على الساحة الفرنسية هو ذاته موقفه الخجول من سياسات أميركا التي لم يجعل لها القبول، القبول والقبلات هي معادلة الرئيس أوباما الجديدة، فحين يوجد القبول توجد القبلات، وأوباما يبحث هذه الأيام عن القبول العالمي حتى تتلوه القبلات، فغازل إيران ولان لشافيز وصالح روسيا ولاطف الصين وتقرب للدول الأوروبية الراغبة في مقاومة السيطرة الأميركية على العالم، هذه مرحلة وضع القبول ثم ستليها القبلات وعندها لن يحتاج إلى واسطة ساركوزي إذا عرضت عليه مراهقات فرنسيات قبلات أخرى ما دام القبول موجودا.