بدأت معرفتي بالدكتور عبدالعزيز خوجه من طرف واحد قبل سنين خلت، حين بدأت اقرأ شعره و نثره، و كنت أتابع بانتظام ما يكتبه الخوجة، و اقترنت تلك المتابعة بقدر غير هيّن من الاحترام لموهبته الشعرية و الدبلوماسية! و نبت في خاطري منذئذٍ شعور قوي للتعرف على الدكتور عبدالعزيز خوجه عن كثب، و كان لي ما أردت بعد ذلك في السفارة السعودية بلبنان في عزاء الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود غفر الله له. وحروفي لوزيرنا الدكتور عبدالعزيز خوجه لأنه تولى منصب وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية و قام بأعمال مدير عام جهاز تلفزيون الخليج، و ترأس عدة مجالس منها المجلس التنفيذي لمنظمة إذاعات الدول الإسلامية و المجلس التنفيذي لوكالة الأنباء الإسلامية، و عدد من المؤتمرات الإعلامية وهو من الإعلام ومنه. نعم يا وزيرنا نتفهم أن الحقيبة الوزارية تكليف و مسئولية عظيمة، و أن تعيين معاليكم يأتي في لحظات تاريخية للمرأة في هذا الوطن، بالنسبة لنا كنساء، فإن المناخ النسائي تحسن بقرارات وزارية و توصيات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، و تزامن تعيينكم مع تعيين أول نائبة وزير للتربية و التعليم في المملكة الأستاذة نوره الفايز، و تفعيل دور النساء إعلاميا بحاجة إلى غربلة الأنظمة القديمة. إلا يحق لنا أن نتساءل عن غياب حواء في تكريم "جاحظ الجزيرة" معالي الأديب الدكتور عبدالعزيز الخويطر في عرس الثقافة الجنادرية ؟ حيث أن هذا الحدث يمثل ظاهرة ثقافية عالمية تجسد سياسة الانفتاح الثقافي و الإنساني، إلا تتفق معي إن الرسالة الإعلامية التي وصلت للعالم أننا نكلف المرأة بإجراء أخطر العمليات الجراحية ونثق في قدراتها في التحكم في حياة البشر، لكن لا وجود لها في المحافل الثقافية الرئيسية. و لن أتوقف عند التدقيق بتكريم الأديب معالي أمين عام مجلس الوزراء عبدالرحمن بن محمد السدحان أو الأديب حمد القاضي من قبل النوادي الأدبية و المحافل الثقافية، و احسبني في غنى عن أن أعدد و أرصد لكم كل ما يعيق المرأة في حضور المحافل الأدبية و الثقافية، لكن كما تعلم يامعالي الوزير لنا حضور وتكريم من قبل المحافل الطبية و الثقافية و الاجتماعية و التجارية خارج بلادنا، و نمثل هذا الوطن بكل فخر و اعتزاز لانتمائنا إليه. اعرف إن علينا أن نتريث على وزيرنا لكن خبرة وزيرنا خريج جامعة الإعلام السعودية و الخليجية، وله تجربة طويلة في مشواره في السياسة و السفارة، وقد خصص ليلة ثقافية في بيته العامر عندما كان في المغرب - المكان الذي يلتقي فيه الشرق بالغرب- وفي روسيا بلاد الثلج، بل لم تعقه لغة جدتي التركية في بلاد العثمانيين و ترك بصماته في تلك البلاد بتواجده و لقاء نخبة من المفكرين و المثقفين.لذلك فإن أول ما يطالب به نساء هذا الوطن يا وزيرنا هو تجديد و تعديل و تشذيب بعض القرارات القديمة حتى لا تكون المرأة خارج حركة الزمن.