تلقيت دعوة من صديقي الأخ العزيز المهندس عبد العزيز صالح الرميح الأمين العام لمركز صالح بن صالح الاجتماعي في محافظة عنيزة في منطقة القصيم لزيارة المحافظة, ولم أتردد في قبول الدعوة, إلا أنني طلبت منه بضعة أيام حتى استعد استعداداً كاملاً لهذه الزيارة لمعرفة الكثير عن عنيزة سياحياً... وإعلامياً... وثقافياً, وخصوصاً أنني أسجّل هذه الأيام برنامجي السياحي (حول المملكة في 45 دقيقة)؛ وهو برنامج سياحي نبرز من خلاله المدن السياحية السعودية, وتثقيف المواطن والمقيم عن بلادنا الغالية... المملكة العربية السعودية. وكعادتي، بل عادة الكثير من السياح حينما يقررون زيارة أية دولة خارجية أو منطقة في بلاده, لا بد أن يقرأ ويتعرّف عليها ويختار الأماكن التي ينوي زيارتها قبل السفر, ليختصر الوقت والجهد في المعرفة... وقد سبق لي أن اطلعت على كتاب (ملوك العرب) للأديب والمؤرّخ العربي الأستاذ أمين الريحاني الذي سجّل ذكرياته في رحلته التاريخية (النجدية) التي دوّن أحداثها عام 1924م, وتحدث بإسهاب عن عنيزة... وأهم ما قال: (عنيزة مليكة القصيم, عنيزة حصن الحرية ومحط رجال أبناء الأمصار, عنيزة قطب الذوق والأدب, باريس نجد، وهي أجمل من باريس إذا أشرفت عليها من الصفرا؛ لأن ليس في باريس نخيل وليس لباريس منطقة من ذهب النفوذ، بل هي أجمل من باريس حين إشرافك عليها لأنها صغيرة وديعة خلاَّبة بألوانها, كأنها صورة صورها (مانة) وهو فنان فرنسي - لقصة من قصص ألف ليلة وليلة, وكأنها لؤلؤة في صحن من الذهب مطوّق باللازورد ...إلخ). وبعد أن تزوّدت بمعلومات وافية وكافية ومشجعة للبدء في زيارتي السياحية لمحافظة عنيزة لكي أنقل الحقيقة والواقع لجميع من يرغب زيارة (عنيزة), اصطحبت معي صديقي ومساعدي الأستاذ خالد زعبي، وكذلك المصور التليفزيوني الذي سينقل بالصوت والصورة للمشاهدين صورة سياحية ناطقة بالحقائق الخبير التليفزيوني (خليفة يعقوب). وأنا عندما أحظى بشرف زيارة (محافظة عنيزة), أحس بالسعادة تغمرني, وأستعيد خلال هذه السعادة تلك الزيارات التي قمت بها إلى العديد من المناطق والمحافظات والمدن والقرى السعودية, تلك الفترة الغنية التي عايشت خلالها كثيراً من الشخصيات الذين كان لهم إنجازات ثقافية وإعلامية واقتصادية لا في مناطقهم أو محافظاتهم فقط، بل امتدت خدماتهم لتشمل جميع مدن وقرى المملكة العربية السعودية, وقد سجّلت تلك الإنجازات بالصوت والصورة في برنامجي الوثائقي السياحة (حول المملكة في 45 دقيقة). ولقد سافرنا إلى محافظة عنيزة من عاصمتنا الغالية الرياض... وعنيزة على فكرة تبعد عن الرياض بحوالي (350) كم ويقطعها السائح في ثلاث ساعات ونصف تقريباً بالسيارة... ويقول الشيخ محمد العبودي وهو يصف عنيزة: (مدينة عنيزة ذات حظ عظيم من الأدب والشعر بالنسبة إلى غيرها من بلدان القصيم, فقد قدّمت من المؤرّخين والأدباء عدداً أكبر مما قدّمته أية مدينة أخرى في القصيم، وطبيعي أن ذلك يجعل تاريخها المكتوب أكثر وضوحاً من تاريخ غيرها. وهذا هو الواقع فإن لدينا من التاريخ المذكور عن أحداث مدينة عنيزة بأقلام أبنائها أكثر مما لدينا عن غيرها). وحين وصولنا إلى المحافظة استقبلنا المهندس الرميح وبصحبته أمين عام لجنة التنمية السياحية بالمحافظة الأستاذ يوسف عبد الرحمن الوهيب وهما يحملان برنامجاً سياحياً مكثفاً شمل زيارة الأماكن التالية: 1 - بحيرة ريف العوشزية: وهي بحيرة تشبه أي بحيرة في العالم في العمق والجمال يستفيد منها أهالي عنيزة وكذلك السياح من خارج المحافظة في ركوب القوارب والدبابات البحرية... وهي بحيرة مالحة تنتج الملح وتستحق الزيارة. 2 - مخيمات الغضا: وقد تم أعطاؤنا تعريفاً كاملاً لشجرة الغضا العتيدة ومناطق انتشارها موضحة بالخرائط الدقيقة ويُقام مهرجان الغضا في الشهر الثاني من كل عام. 3 - سوق المسوكف التراثي: وهو من أهم الأسواق التراثية في المملكة، حيث يحتوي السوق على معدات تراثية تحكي قصة محافظة عنيزة القديم والجديد. 4 - مصانع التمور: حيث زرنا أحد المصانع المشهورة في عنيزة والذي يتمتع بطاقة تصنيعية قدرها (1800) طن وبإمكانية المصنع مضاعفة الطاقة الإنتاجية ومن أهم التمور في عنيزة (سكري - خلاص - صقعي - خضري - نبتة علي - شقرا - صغري - ونانة - روثانة... وغيرها). وقد تشرّفت بلقاء مجموعة من الأدباء والشعراء والمثقفين في منزل الشيخ محمد سليمان الصيخان - رئيس لجنة أهالي محافظة عنيزة - الذي أكرمنا إكراماً كبيراً. وأخيراً كلمة أوجهها لجميع السياح في نهاية رحلتي السياحية إلى محافظة عنيزة: أدعو جميع المواطنين والمقيمين إلى زيارة عنيزة لأنها تتميّز بجميع مقومات السياحة من فنادق خمسة نجوم - مطاعم راقية - مقاه متحضرة - متاحف - مراكز تجارية حديثة - مخيمات (خمسة نجوم) وبحيرة العوشزية، وهي معلم مائي طبيعي يستحق الزيارة... مما يجعل عنيزة بوابة السياحة السعودية الواعدة... وليس هناك ما يمنع أي مواطن أو مقيم من أن يقضي إجازتة السنوية في مدن السعودية التي تتمتع بنفس مواصفات عنيزة.