عبثا حاولت أن أفهم إصرار إدارة الجوازات على حصر استخراج الجواز للمواطن السعودي أو تجديده "وهذه أنكى" ؛ في موقع واحد في مدينة الرياض وهي في الحقيقة عدة مدن متلاصقة .. هل هو الإصرار على تنغيص الحياة اليومية على المواطن ؟ هل هو الرغبة في إتاحة الفرصة للناس أن يتلاقوا بعد سنوات من الافتراق ؟ هل هو لون من منح المواطنين فرصة لقضاء أمتع الأوقات خلف مقود السيارة وهو يقود بسرعة جنونية تقارب 20 كلم في الساعة في طريق الملك فهد حتى يصل للمبنى المحبب للنفوس : الجوازات ؟ يلوك ضباط الجوازات حججا أوهى من حجج مسؤولي أمانة جدة في كارثة القرن .. يعددون كثيرا من الأسباب لهذا المنخر الجوازاتي الضيق فلا يكون الرد من المواطنين سوى قول : هذه تخاريف تشبه تصريحات من يصف ناديه المفضل بالكيان وهو يقبع في دوري الدرجة الثانية أو الثالثة .. وحين يحجرهم العقلاء بالتفنيد ، لا يجدون سوى الحجة التي يظنون أنها محل للتسليم وإقفال النقاش : لأسباب أمنية ! وهي حجة أوهى من كل الحجج السابقة رغم ما تحاط به من تهويل .. وكأنه لا يوجد في المملكة كلها إلا مكتب واحد للجوازات ، فما هو السبب الأمني الذي يجعل افتتاح فرع للجوازات في الدمام يصدر الجواز السعودي ويجدده مقبولا لا تبعات أمنية من ورائه ، بينما يكون خطرا أمنيا حين يفتتح المكتب مثلا في الدرعية وهي حاليا حي من أحياء الرياض ، وللعلم مكتب الجوازات في الدرعية لا يصدر الجواز السعودي ولا يجدده .. بل على كل مواطن "نحيس" أن يتجه إلى قلب الإعصار "المكتب الرئيس" إذا أراد أن يقارف الجواز السعودي .. بعضهم يقول : أحسد شغالتي حين تستخرج أو تجدد إقامتها ..!! بل لنأخذ الأمر من جهة أخرى .. فلو جاء مسؤول جوازاتي مشفق على أحبابه المواطنين لأنهى المشكلة بقرار بسيط لا يحتاج إلى كثير عناء .. فقط تعمّد مكاتب فرعية في جهات متعددة من الرياض باستقبال طلبات الإصدار والتجديد وبعد استكمال الأوراق تنقل إلى المكتب الرئيس وتنفذ هناك ثم يكون التسلم أيضا من تلك المكاتب .. بكل بساطة فقط علينا أن ندعو الله أن يلين قلوب أحبابنا في الجوازات ويحققوا لنا الحلم القديم ويتوب علينا من خطيئة الإصدار والتجديد ..