توقفت عند قول أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس تحرير مجلة اليمامة الزميل الدكتور عبد الله الجحلان في ندوه عقدت قبل ايام في الرياض :(أن الهيئة رفعت إلى وزارة الإعلام مطالبة بضمّ الصحف الإلكترونية والإشراف عليها, لأن بعض هذه الصحف يحتاج إلى الضبط). وانا اتساءل اي اشراف واي ضبط يمكن للوزارة عمله ازاء ذلك ونحن في عصر الشاشه الكونيه عصر الفضاء المفتوح عصر on line وهذا يدفع الى القول انه مهما كان احمرار العين قويا فلن يخيف الاعلام الجديد ومن ضمنه الصحافه الالكترونيه. فبدلا من ان يطالب الوزاره بالتسريع في منح التراخيص الاعلاميه لرجال الاعمال والاعلام مثل اصدار الصحف والقنوات الفضائيه ومكاتب الخدمات الفضائيه لخدمة وسائل الاعلام المحليه والاجنبيه واستحداث لائحه قضائيه مطوره تناسب العصر الجديد ياتي ليحاول تعزيز عقلية الوصايه. وانا هنا لا ادافع عن الصحف الالكترونيه فلها اصحابها وخاصه المعلنين منهم والذين عّرفوا باسمائهم الصريحه بانهم ناشريها اما الصحف الالكترونيه المجهولة المسئول، فيمكن القول عنها ما قاله استاذ الاعلام في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلاميه في الرياض الدكتور فهد العسكر اذ وصفها في لقاء اجرته قناة الاقتصاديه الفضائيه السعوديه بأنها : ( مواقع ليس الا, ولا يمكن القول عنها صحف بالمعني المهني). ومعلوم ان (الاقتصاديه الفضائيه ) والتي تتخذ من دبي مقرا لها ,ولها مكتب كبير في الرياض لجأت الى الخارج بعد ان تعذر عليها الحصول على ترخيص كما غيرها من الذين استثمروا اموالهم في اجهزه وبشر في وقت تتزايد فيه البطاله في الداخل. ولوكان الدكتور الجحلان المعروف بدماثة خلقه تخلى عن تقليديته التي ورثها في مشواره الصحفي وبشر الحاضرين لندوته وأعلن ان هيئته طالبت وزارة الاعلام بفتح باب الاستثمار في صناعة الاعلام في الداخل . ولم يكتف بذلك بل أعطى (والكلام هنا افتراضي) توضيحا ان المقصود الاعلام بكافة اشكاله وان قانون السوق هو كفيل في النهايه بطرد المتطفلين خارجه دون الحاجه للرقيب وان المحاكم هي التي تفصل بين المتخاصمين في قضايا من هذا النوع كما هو الحال في دول كثيره. وهنا أستطيع القول فيما لوكان كذلك ان هيئة الصحفيين ساهمت في صياغة اعلام متطور منتظر وطال انتظاره .كما ان وقع مثل ذلك على وسائل الاعلام ورجال المال الاعلامي سيكون احتفاليا يفوق بكثير أصداء (دش القطان) في مرآة الجامعه قبل عقدين من الزمن وهو الذي اشار له الدكتور الجحلان في ندوته عن بداية مشواره الصحفي في جريدة الجامعه. يبقى القول: ان امين عام هيئة الصحفيين في ندوته ثمن دور وجرأة الصحف الإلكترونية وقال انها فتحت مجالا للصحف التقليدية للحاق والمنافسة. وتبقى الاشاره ان عجلة ثورة الاتصال تسير بسرعه فائقه لاترحم المترددين والخائفين ومحدودي اللياقه الفكريه وما حول ذلك والذين سيجدون انفسهم خارج دئرة عصر الشاشه الكونيه ان لم يتفاعلوا ايجابيا مع امر واقع فرض نفسه.