احتفظ بطل العالم للوزن الخفيف، البريطاني أمير خان، اللاعب المسلم المعروف بالتزامه الديني، باللقب، بعد فوزه على منافسه الأمريكي ديمتري ساليتا، الذي ينتمي إلى المذهب (الأرثوذكسي) المتشدد في الديانة اليهودية، بعد 76 ثانية من بدء الجولة الأولى من المواجهة التي لُقبت ب (معركة العقيدة) بمدينة نيوكاسل البريطانية مساء السبت 5 /12 /2009. ونجح خان في طرح ساليتا، الملقب ب (نجمة داود) أرضاً ثلاث مرات قبيل أن يوقف الحكم المواجهة بعد دقيقة و16 ثانية من انطلاقها، لينجح بذلك في أول دفاع له عن اللقب الذي حمله بعد هزيمة الأوكراني، أندريه كوتلنيك، في يوليو / تموز الماضي. ونقلت شبكة (CNN) الأمريكية الأحد 6 /12 /2009 عن خان قوله: "كانت مواجهة مشحونة للغاية جرت على المنوال الذي كنا نأمل به.. فريدي طلب مني اختيار اللحظات المناسبة لتسديد لكماتي للفوز عليه، وهذا ما قمنا به .. من اللكمات الأولى لاحظت التواء ساقيه وعرفت أنه سيخرج". وجاء إخفاق ساليتا، وهو مواطن أمريكي وُلد في أوكرانيا ويلقب ب (نجمة داوود) رغم ادعاءاته الجريئة التي أدلى بها قبل المواجهة التي تقرر أن تقام بعد مغيب الشمس، مراعاة للقواعد الدينية اليهودية التي تحظر القيام بأي عمل في ذلك اليوم. واكتسبت المواجهة بين الملاكمين طابعاً عقائدياً، مع تشجيع العشرات من أتباع الديانة اليهودية ساليتا، في حين روّج عدد من الشبان المسلمين لخان باعتباره يمثل معتقداتهم الدينية في هذه المباراة. ورغم التغطية المكثفة لهذا اللقاء بأبعاده المختلفة، أصر ساليتا، 27 عاماً، وخان، 22 عاماً، على أن المنافسة بينهما رياضية فقط، ويقول اللاعب اليهودي، الذي فرّت عائلته من أوكرانيا قبل سنوات بسبب المشاعر المعادية للسامية: "يجب على الإعلام عدم تحميل اللقاء ما لا يحتمله". ويضيف ساليتا، الذي لم يهزم على الحلبة منذ أن بدأ ممارسة الملاكمة، في حديث ل (CNN) : "من غير المناسب وصف المباراة بأنها صراع بين المسلمين واليهود، هذا الأمر لن يكون في مصلحة أحد". من جهته، قال خان الباكستاني الأصل ل (CNN): "أنا أحترم ساليتا كثيراً، ولدى إثارة قضية الانتماء الديني لكل منا كان ردنا محترفاً، إذ قلنا إن المنافسة رياضية الطابع ويجب أن تبقى كذلك". ورغم إصرار ساليتا وخان على عدم إدخال الدين إلى الحلبة، غير أن تشديدهما الدائم على إبراز دور الدين في حياتهما يجعل للمباراة بينهما مذاقاً مختلفاً، إذ يقول اللاعب اليهودي إن ديانته تلعب دوراً رئيساً في الاستعدادات التي يجريها قبل المباريات، لأنها تساعده على التركيز ومعرفة ذاته. ويضيف قائلاً: "قبل المباراة ترتفع المشاعر الدينية لديّ، لأنني أشعر أن اعتمادي على الله يصبح كبيراً، قوتي تكمن في مشاعري الروحية". واللافت أن لدى خان مشاعر مماثلة، إذ يقول: "عندما أكون في الحلبة أشعر بالوحدة، فليس هناك سوى خصمي والمدرب الذي يقف في الزاوية، لذلك أعتقد أن الثقة بأن الله معي على الحلبة تبدد هذه الوحدة". ولكن فريدي روخ، مدرب خان، والمعروف بتجربته الطويلة في عالم الملاكمة والتدريب مع 25 بطلاً عالمياً، أكد أن معظم الرياضيين يحبون التقرب من الله قبل المباريات والتركيز على التعاليم الدينية، غير أنه يضيف أن ذلك لا يلعب دوراً على الحلبة، إن كان الملاكم قد أهمل تدريباته واستعداداته.