تشهد حلبة «مترو» في مدينة نيوكاسل البريطانية اليوم، نزال قمة على كل المستويات في عالم الملاكمة، حين يقابل بطل العالم للوزن الخفيف البريطاني أمير خان (اللاعب المسلم المعروف بالتزامه الديني) منافسه الأمريكي ديمتري ساليتا الذي ينتمي إلى المذهب الأرثوذكسي المتشدد في الديانة اليهودية. وقد تقرر أن تقام المباراة بعد مغيب الشمس، مراعاة للقواعد الدينية اليهودية التي تحظر القيام بأي عمل في هذا اليوم، كما يعتزم عشرات من أتباع الديانة اليهودية الاحتشاد في الملعب لتشجيع ساليتا، في حين يروج عدد من الشبان المسلمين لخان باعتباره يمثل معتقداتهم الدينية في هذه المباراة. ورغم التغطية المكثفة لهذا اللقاء بأبعاده المختلفة، يصر ساليتا (27 عاما)، وخان (22 عاما)، على أن المنافسة بينهما رياضية فقط. ويقول اللاعب اليهودي، الذي فرت عائلته من أوكرانيا قبل سنوات بسبب المشاعر المعادية للسامية: «يجب على الإعلام عدم تحميل اللقاء ما لا يحتمله». ويضيف ساليتا الذي لم يهزم على الحلبة منذ بدء ممارسة الملاكمة: «من غير المناسب وصف المباراة بأنها صراع بين المسلمين واليهود، هذا الأمر لن يكون في مصلحة أحد». من جهته، قال خان الباكستاني الأصل: «أنا احترم ساليتا كثيرا، ولا داعي لإثارة قضية الانتماء الديني لكل منا، إذ قلنا إن المنافسة رياضية الطابع ويجب أن تبقى كذلك». ورغم إصرار ساليتا وخان على عدم إدخال الدين إلى الحلبة، غير أن تشديدهما الدائم على إبراز دور الدين في حياتهما يجعل للمباراة بينهما مذاقا مختلفا، إذ يقول اللاعب اليهودي إن ديانته تلعب دورا رئيسا في الاستعدادات التي يجريها قبل المباريات، لأنها تساعده على التركيز ومعرفة ذاته. ويضيف قائلا: «قبل المباراة ترتفع المشاعر الدينية لدي، لأنني أشعر أن قوتي تكمن في مشاعري الروحية». واللافت أن لدى خان مشاعر مماثلة إذ يفصح: «عندما أكون في الحلبة أشعر بالوحدة، فليس هناك سوى خصمي والمدرب الذي يقف في الزاوية، لذلك أعتقد أن الثقة بأن الله معي على الحلبة تبدد هذه الوحدة». ولكن فريدي روخ مدرب خان المعروف بتجربته الطويلة في عالم الملاكمة والتدريب مع 25 بطلا عالميا، أكد أن معظم الرياضيين يحبون التقرب من الله قبل المباريات والتركيز على التعاليم الدينية.