حذرت أخصائية الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتورة أمل الشحات الآباء من نحر أضاحيهم أمام أعين أطفالهم ممن هم دون سن الاستيعاب والفهم لما قد يترتب على ذلك من أضرار نفسية وربما انعكاسات سلبية على شخصياتهم بحيث تتحول شخصياتهم الى عدوانية وربما إجرامية تنفذ ما تشاهده على أرض الواقع في أحد أفراد الأسرة. وطالبت الدكتورة أمل الشحات الأسر بذكر حكم وأسباب نحر الأضحية لأطفالهم بطريقة تجعلهم يتفهمون الحكمة من ذلك ويتقبلونها قبل اصطحابهم لموقع نحر الأضحية . وقالت إن ذلك كله يمكن أن يتمثل في ذكر قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما رأى في منامه أنه يذبح ابنه إسماعيل الذي جاء بعد شوق طويل والذي استسلم لأمر الله قبل أن يفديه الله بكبش عظيم لهم وأخبارهم أن يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح أصبح عيدًا للمسلمين يسمي بعيد الأضحى، يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله وتخليدًا لتلك الذكرى الطيبة ، حتى لا يترسب – كما ذكرت – إلى مخيلة الطفل بأن ما يفعله والده هو مظهراً من مظاهر العنف والتعذيب للحيوان فيصاب على إثره مستقبلاً بالخوف والرهبة من والده وأسرته. وأكدت الشحات أن عيادات الطب النفسي للأطفال والمراهقين استقبلت مجموعة من الحالات التي تعاني من مشاكل الخوف والفزع لدى بعض الأطفال الذين أثرت مشاهدتهم لمناظر النحر على سير حياتهم وشخصياتهم . مؤكدة أنه كان لتهديد بعض الأمهات أطفالهم بالذبح كنوع من أساليب التخويف عند ارتكابهم للخطأ دوراً كبيراً في وصول بعض الحالات لتلك المرحلة حيث يتوقع الطفل أن الذبح الذي تقصده عند ارتكابه الخطأ سيكون مثل الذي شاهده بنحر الأضحية .