احتفلت وزارة الثقافة والإعلام بضيوفها المشاركين في تغطية ونقل وقائع شعائر حج هذا العام، خلال حفل تكريمي أقيم في جدة مساء الاثنين 30/11/2009 بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام. وبدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم ألقيت كلمة وفود قارة أفريقيا ألقتها رئيسة شبكة صوت العرب بمصر نبيلة عبدالحفيظ مكاوي أعربت فيها عن سرور الجميع بالوقوف ميدانيا على الجهود التي تبذلها السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وتوفير كافة الإمكانات لتيسير تأدية مناسك الحج وتوفير الرعاية لبيت الله الحرام. ونوهت بالدور الكبير الذي تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين يقصدون بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف. بعد ذلك ألقيت كلمة وفود قارة أوروبا ألقاها مدير قسم الإعلام في إتحاد المنظمات الاجتماعية الثقافية في المجلس الإسلامي رئيس وكالة الأنباء الروسية رينات عبدالباري نظام الدين قدم خلالها باسم الجميع الشكر لوزارة الثقافة والإعلام على الجهود التي بذلتها لتسهيل التغطية الإعلامية لموسم حج هذا العام . ونوه بما سخرته المملكة من إمكانات بشرية ومادية كبيرة لخدمة حجاج بيت الله الحرام ، مشيدا بحسن التنظيم وما حظي به الحجاج من تسهيلات وخدمات. عقب ذلك ألقيت كلمة وفود قارة آسيا ألقاها الإعلامي الكويتي يوسف عبدالله جوهر أعرب فيها عن الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على ما قدمته من خدمات كبيرة لحجاج بيت الله الحرام. كما قدم الشكر لوزارة الثقافة والإعلام على ما بذلته من جهود لتيسير مهام وسائل الإعلام في تغطية الحج، بعد ذلك ألقيت كلمة وفود قارة استراليا ألقاها مدير إذاعة الصوت الإسلامي في مدينة سيدني إبراهيم الزعبي رأى فيها أن هي الدولة الوحيدة في العالم القادرة على تنظيم مثل هذه التظاهرة الإسلامية العالمية، من خلال استقبالها لملايين الحجاج الوافدين إليها من كل البقاع والأصقاع ومن كل فج عميق، منوها بما سخرته المملكة من جهود وإمكانات لإنجاح موسم حج هذا العام. بعد ذلك ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة رحب فيها بالاعلاميين ونقل إليهم تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين والنائب الثاني حفظهم الله. وقال في كلمته :"ليس من ساعة يعيشها المسلم تساوي تلك الساعة التي مرت بكم ، بعد أن من الله عليكم بالوقوف في صعيد عرفات الطاهر ، في يوم الحج الأكبر ، تشاركون إخوة لكم التوجه إلى إله واحد أحد ، وتسيرون على خطى أبي الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - ومنتهجين نهج نبينا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مستمسكين بحبل الله المتين". وأضاف الدكتور خوجة أن الحج أمنية الأمنيات وأعز رحلة يقوم بها المسلم في حياته ، وهو في شعائره المباركة ينطوي على ألوان من الرؤى والتأملات الحافلة بالمعاني ، والزاخرة بالرموز وفيما يتعلق بالثقافة والعلم بمختلف وجوهها . واكد أن ثمة بنيان ثقافي ضخم شاده الحج ، في زمن كانت الديار المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ملتقى العلماء والأدباء ، ومجمع الكتب التي تحج إلى هذه الديار ، فكم من عالم التقى عالماً في منى أو عرفات ، وكم من كتاب أنشأه صاحبه على مقربة من البيت الحرام ، طلباً للأجر ، والتماساً للبركة ، ولقد بارك الله - تبارك وتعالى - في عشرات الكتب التي ألفت إلى جوار الكعبة المشرفة ، وهل بخاف علينا تلك المؤلفات العظيمة كصحيح الإمام البخاري ، والقاموس المحيط للفيروز آبادي ، والآجرومية لابن آجروم الصنهاجي وعشرات الكتب التي ألفها علماء الحجاج ومثقفوهم ، في مسيرة علمية طويلة كان الحج فيها موحياً لألوان من المعاني والقيم العليا التي تبوح بها هذه الأمكنة الطيبة والنازلون فيها. وأوضح أن أعظم ما يشعر به المسلمون ، بعد المعاني الدينية للحج ، فكرة الأمة الواحدة ، فليس كبيئة الحج إيحاءً بمعاني الوحدة في الغاية ، دون إلغاء للتنوع ، فذلك خصيصة أكدها الإسلام ، وكان الحج فرصة ممتازة للتعارف بين المسلمين {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم} والحج والمثول في هذه الأماكن الشريفة اتصال مباشر بفكرة الأمة الواحدة والغاية الواحدة . وخاطب الدكتور خوجة الاعلاميين في نهاية كلمته قائلا :"أما ما نحن فيه ، نحن المشتغلين بالثقافة والإعلام ، فأظن أن الحج إلى بيت الله العتيق سيلقي علينا - لو تأملنا ذلك عميقاً - قولاً ثقيلاً ، فالكلمة -ونحن لا نشتغل بسوى الكلمة - مسؤولية والكلمة شرف والكلمة لدينا - نحن المسلمين - شأن من شؤون الدين .والإعلام ، وإن تعددت وسائله وتنوعت مدارسه لا يستقيم له حال إن لم يتوخ الكلمة الطيبة ، وارتياد الحق وذلك نهج الإسلام { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } . أما اتخاذ الكلمة سبيلاً للعصبية والإثارة فذلك يجافي روح الإسلام ، ويعود بنا القهقرى إلى روح الجاهلية المقيتة ، وينافي شرف الكلمة التي لها في ديننا مقام عظيم. وإن الحزن والألم ليعتصران النفس ، ويدميان القلب حينما نتأمل كم أجج بعض ممن انتسب إلى المؤسسات الإعلامية نيران الفتنة ، والفتنة أشد من القتل ، نزولاً على عصبية مقيتة ما أنزل الله بها من سلطان". من جهة اخرى نوه ضيوف وزارة الثقافة والإعلام لموسم حج هذا العام 1430ه بما سخرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من إمكانات جبارة ومنجزات معمارية عملاقة متمثلة في توسعة مسعى المسجد الحرام وجسر الجمرات ومشاريع قطار الحجاج وكذلك توسعات ساحة الحرمين الشريفين التي كان لها أثر كبير في تسهيل وتيسير أداء المسلمين لمناسك الحج . وأعرب الضيوف في برقية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن تهنئتهم للملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله على نجاح موسم حج هذا العام وإتمام الحجاج شعائرهم في أجواء تسودها المحبة والوئام والسلام. كما عبروا عن شكرهم لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ولصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام على الدعوة الكريمة والحفاوة البالغة التي مكنتهم من تحقيق الحلم بزيارة بيت الله الحرام وأداء ركن عظيم من أركان الدين الحنيف. مؤكدين أن الرحلة الروحية ستترك عليهم أثراً للعمل لما يجمع ولا يفرق ولما يلم الشمل لا ما يصدعه .