يحاول رجل في الستين من عمره أن يسترد مدخرات عمره من رجل أعمال باع له الهواء بدلا من شقتين, وذلك من خلال جهاز كمبيوتر في منزله, وبكل ما أوتي من قوة يحاول أن يقتفي أثر رجل الأعمال الوهمي (إيهاب الزيني), فقام بإنشاء مدونة على الإنترنت أطلق عليها اسم (سرقوني الحرامية)، يطالب فيها المسؤولين بالقبض على إيهاب الزيني الهارب الذي صدر ضده أكثر من 30 حكماً وثقها جمال في المدونة بأرقام القضايا وسنوات الحكم ضده، وخاطب النائب العام المصري ومباحث تنفيذ الأحكام في البحث الجدي عن (الزيني). فقد عمل جمال حامد طه أحمد في إحدى الدول الخليجية سنوات, وأثناء عمله هناك ساقه حظه العاثر إلى قراءة إعلان في جريدة الأهرام يفيد بقيام شركة الزيني للتعمير بفتح باب الحجز لتملك شقق في منطقة زهراء المعادي, فأرسل من هناك ليتعاقد على شقتين، وقام بتحويل عشرات الآلاف من الجنيهات عن طريق بنك القاهرة، وعاد ليتسلم الشقتين, إلا أنه لم يجد إلا السراب، وأدرك أنه اشترى الوهم! دفعته الصدمة ليبحث عن أمواله الضائعة التي جمعها بشق الأنفس في ليالي الغربة, فتأكد أن صاحب شركة (الزيني للتعمير) هو (إيهاب فراج محمد إبراهيم الزيني), وهو الذي تلقي الأموال التي قام بتحويلها من الخارج, وذهب إلى مقر الشركة وطلب من صاحب الشركة أن يرد له أمواله أو يسلمه الشقتين محل التعاقد، وبعد جدال، وتسويف ومماطلة, أدرك جمال أن صاحب الشركة غير جاد ونصب عليه وعلى عشرات من المصريين, فقام بتحريك دعوى نصب واحتيال ضده، وظلت في أروقة المحاكم إلى أن صدر لصالحه حكم رقم 9443 في 4/11/2009 من محكمة المعادي يقضي بحبس (إيهاب) سنة ورده الأموال التي أخذها من (جمال).. وللأسف الشديد هرب (إيهاب) ولم يعثر له على أثر، ما زاد على (جمال) العبء؛ فبعد أن كان يطالب بأمواله فقط من إيهاب, يطالب الآن بضبطه وإحضاره ثم إجباره على دفع ما أخذه من أموال دون وجه حق. ويؤكد (جمال طه) صاحب الحق الضائع, أن اليأس لم يتسلل إلى نفسه، ولديه إصرار وتحد لا يركن لليأس في أن حقه لن يضيع ولا بد أنه سيعثرعلى (الهارب).