أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، حرص المملكة العربية السعودية وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، على أمن الحجاج الذي يعكس الاهتمام بالمسلمين، لأن أمن الحج هو أمن لكل مسلم ولكل مَن أراد أن يأتي لهذه البقاع المقدسة. وشدّد معاليه في تصريح له عقب جولته التفقدية لمقر ضيوف خادم الحرمين الشريفين في برج الياسمين بحي العزيزية مساء الإثنين 23 /11 /2009، على أن أي تعكير للحج بتعكير أمنه أو إحداث نوع من الفوضى بمسيرات أو لافتات أو شعارات أو دعايات هو تعكير لصفو الحج الذي من شأنه أن يخيف المسلمين في أداء مناسك الحج. وقال معاليه – في هذا الصدد -: إن من اللوازم الشرعية، وتحقيق مراد الله -جل وعلا- تهيئة بيته الحرام وتطهيره، مستشهدا بقوله تعالى: "وطهر بيتي للطائفين والعاكفين". وبيّن أن التطهير منه التطهير الديني من ألا يكون فيه شرك أو موبقات ولا مخالفات ومنه التطهير المعنوي والتطهير الأمني ولا شك أن أي حاج يأتي إلى هذه البقاع يجد أن الأمن مستتب، وأنه سيعبد الله مطمئنا مرتاحا، تحقيقا لقول الله -جل وعلا- : "ولأبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا "، لذلك قرن الله - جل وعلا - بين عبادته وحده لا شريك له، وبين الأمن، خاصة في هذه البقاع المقدسة، هذا المعنى هو الذي ترعاه حكومة المملكة العربية السعودية . وقال معالي "إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تشرف سنوياً بتنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – باستضافة 1000 حاج سنوياً، وزاد العدد إلى 1300 حاج يمثلون كثيرا من الدول التي يعيش فيها المسلمون. وأوضح معاليه أن الوزارة تنظر إلى برنامج الاستضافة لضيوف خادم الحرمين الشريفين بعناية كبيرة وتامة، لأن هؤلاء هم ضيوف لخادم الحرمين الشريفين والمملكة ولشعبها، ولذلك وراءنا في هذا كثير من الخطوات والترتيبات والخطط التي تفي بجعله برنامجاً ناجحاً. وأشار إلى أنه في هذا العام كانت الاستضافة مخصصة لعدد من البلدان بشمال أوروبا وفي شمال آسيا، وهذا هيّأ كثيرا من العناية بهذه الدول، وذلك لأن هذه الدول في الغالب هي دول فقيرة وضعيفة، والناس فيها قد لا يتهيأ لهم الوصول إلى هذه البقاع المقدسة، فكثير منهم يرغب أن يصل ويتهيأ له بفضل الله ثم بعناية الملك عبد الله الوصول إلى البقاع المقدسة. وأضاف معاليه أن البرنامج يهدف إلى مد الجسور مع المسلمين في كل مكان، وتكوين النظرة الصائبة والصحيحة المتجردة للملكة العربية السعودية لأنها بلد تحتضن الاسلام والمسلمين، وتسعى في تيسير السبل لهم لأداء مناسكهم وحجهم، فهي الدولة المؤتمنة على كل ما يتعلق بشأن البقاع المقدسة وعلى تنفيذ أمر الله - عز وجل - ودعوة إبراهيم الخليل - عليه السلام - برعاية المسلمين جميعا. وتطرق معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تصريحه إلى برنامج (مناسك) الذي تنفذه الوزارة حالياً، فأوضح أن البرنامج يسير وفق خطة واضحة وتخطو بخطوات طيبة بهدف تحقيق الوعي لأداء مناسك الحج، حتى يكون أداء مناسك الحج على وعي، وبخطوات يعلمها الحاج قبل أن يأتي إلى هذه البلاد، لذلك نشرنا هذا البرنامج وأشرطة الفيديو والأقراص المضغوطة التابعة له، ونشرناها في عدد من خطوط الطيران، وفي أكثر من خمس وعشرين قناة فضائية إسلامية تبث الآن هذا البرنامج، كما طلب كثير من خطوط الطيران أن يعرض هذا البرنامج على كثير من الناس في طائراتها، وهذا حسب تقييمنا أعطى الناس نوعا من الوعي، ورفع مستوى الوعي بكيفية أداء مناسك الحج. ولفت النظر إلى أن الوزارة لديها خطط مستقبلية في توسيع معنى برنامج (مناسك الحج) خطوة بخطوة، وذلك بترجمته بلغات كثيرة جداً، بحيث يكون كل دولة تعلم بعثتها وتعرض هذا البرنامج، وبحيث يكون مهيأ لهم بأكثر من لغة، وهذا العرض كما شاهده الناس يعتمد على الصورة أكثر من الوصف، لكن يحتاج إلى ترجمة. وكان معالي وزير الشؤون الإسلامية قد تفقد خلال جولته في مقر برنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين، رافقه فيها وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المساعد للشؤون الإسلامية الرئيس التنفيذي للبرنامج الدكتور عبد الله بن فهد اللحيدان، مرافق المقر، شملت العيادة الطبية الخاصة للضيوف، اطمأن خلالها على الخدمات المقدمة بها للضيوف من عناية طبية وتوافر العلاجات اللازمة. وعلى صعيد اخر قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ "إن تسيس الحج أمر مرفوض في الإسلام والشرع".. حاثا الدعاة وطلبة العلم على نشر الحق وتبيينه للناس ودحر الباطل ورد الشبه. وأشار سماحته خلال اللقاء السنوي لأصحاب الفضيلة الدعاة المشاركين في أعمال التوعية في موسم حج هذا العام، الذي أقامته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد مساء الإثنين 23 /11 /2009، إلى أن "الله جعل الحج مؤتمرا للتقارب والتآلف، فيجب البُعد عن تسييسه لأن هذا الأمر مرفوض في الإسلام والشرع". وأضاف "هناك أناس يحسبون على المسلمين فيرفعون الشعارات في الحج ويعمدون على تغيير مقاصد الحج الأساسية، فعلى العلماء أن يكشفوا هذه الحقائق للناس، كما أن هناك أناسا تنتسب إلى علم ناقص مخالف للشرع وهؤلاء شر على الناس". وحث الجميع على التعاون لتحقيق الأمن وذلك عن طريق الكشف عن المفاسد والقضاء عليها، سائلا المولى - عز وجل - أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وأن يثيبهم خير الجزاء على كل ما يبذلونه لخدمة الحجاج والتيسير عليهم. كما شدد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، في كلمة ألقاها خلال اللقاء، على أن العبث بأمن الحج مخالف للعقيدة الإسلامية ويجب عدم الإخلال بالأمن والمحافظة على الأماكن المقدسة والمشاعر المقدسة وحجاج بيت الله. وأكد أن من مقاصد الحج وحدة الأمة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى وأن يكون الناس في أمن وأمان وألا يعتدي بعضهم على بعض وفقا لمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، مشددا على البُعد عن الجدال في الحج والبُعد عن كل ما يفرّق وحدة العقيدة. وبيّن أن التوعية الإسلامية مهمة عظيمة، يجب على الدعاة إخلاص العمل فيها لله - عز وجل - فهي مرتبطة بأمرين الأول أنها توعية والثانية أنها مرتبطة بالحج، مشيرا إلى أن المسلمين في كثير من أصقاع الأرض يحتاجون إلى مَن يقربهم لخالقهم من خلال الدعوة لله والإخلاص في العمل، مؤكدا أن من أعظم مقاصد التوعية، نشر السنة الصحيحة في أداء مناسك الحج، فيجب على الدعاة تبصير الناس والحجاج وتوعيتهم بأداء نسكهم وفق سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والابتعاد عن البدع والخرافات.