كشف مسؤول إسرائيلي بارز ( الاثنين ) أن تل أبيب اقترحت أن يتولى سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي مهمة تدمير ومراقبة الأنفاق التي تصل مصر بقطاع غزة ، موضحا أن الرد الأمريكي كان "ايجابيا" رغم أن المحادثات لا تزال جارية. و قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة ايهود اولمرت اشترطت لوقف عدوانها المتواصل على قطاع غزة الحصول على مُساندة دولية لتشديد الرقابة على الحدود المصرية للحيلولة دون قيام حماس بإعادة بناء الإنفاق أو إعادة تسليح نفسها. وأشار عسكريون إسرائيليون إلى أن تدمير جميع الأنفاق يعد من أهم أهداف العملية الحربية الحالية ، فيما ركز مسؤول كبير على ضرورة منع حماس من إعادة التسلح مثلما حدث مع حزب الله عقب حرب لبنان، في إشارة للقتال الذي دار على مدى 34 يوما مع حزب الله في عام 2006 وانتهي بتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. و كشف المسؤولون الإسرائيليون أن تل أبيب غير راضية عن المقترحات الأوروبية لإنهاء الهجوم حتى الآن وتطالب "بوجود دولي" على الحدود بين مصر وغزة. وتريد إسرائيل أن يُزود أي مراقبين للحدود بأسلحة ثقيلة ومعدات للكشف عن الأنفاق وتدميرها، في حين تحرص حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية على حراسة هذه الإنفاق نظرا لأهميتها الاستراتيجية. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن أحد البدائل بناء جدار تحت الأرض على الجانب المصري من ممر فيلادلفي( صلاح الدين ) ولكن بناء مثل هذا الجدار سيستغرق أشهرا طويلة كما لم يتضح ما إذا كانت مصر ستوافق. و تزعم إسرائيل أن حماس تستغل شبكة الأنفاق الموجودة على طول الحدود الرملية بين غزة ومصر ( تمتد 14 كيلومترا) لتهريب أسلحة وسلع ملتفين حول الحصار الذي تفرضه إسرائيل. وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة والذي دخل يومه العاشر أسقطت الطائرات الحربية الاسرائيلية على ممر صلاح الدين قنابل مُخصصة لتدمير المواقع الحصينة. وتنفجر هذه القنابل تحت الأرض وتصدر ذبذبات تهدف لتدمير الممرات السرية. و ذكر مسؤول غربي مطلع على المناقشات الإسرائيلية الأمريكية الحالية أن "الجانب الأمريكي يرغب في منع مزيد من التهريب بين مصر وغزة." وقال مات ليفيت الخبير الأمريكي المتخصص في شؤون تمويل المتشددين والمسؤول السابق بوزارة الخزانة "من الناحية النظرية اذا حرمت حماس من هذه الأميال التسعة (14 كيلومترا من الحدود) كسبيل لإعادة الإمدادات فإنها ستجد صعوبة بالغة في الإمساك بزمام الحكم ناهيك عن تهريب صواريخ جراد وكاتيوشا." وقبل سنوات طرحت إسرائيل فكرة حفر خندق بمحازاة ممر صلاح الدين يغمر بمياه البحر لردع مستخدمي الإنفاق الذين قد يتعرضون للغرق. وقال مسؤولون إسرائيليون أن الفكرة استبعدت خشية تلويث منابع المياه الجوفية في غزة.