حذّر متخصصون في قضايا المنطقة من احتمال أن تكون التصريحات الإيرانية الأخيرة التي أدلى بها المرشد علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد، وتتحدث عما اسموه "فرض قيود" على الحجاج الإيرانيين، مقدمة لتحركات يعتزم حجاج ذلك البلد القيام بها خلال موسم الحج هذا العام أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وقال الباحث السعودي عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، في حديث لشبكة ال (( CNN مساء الخميس 29/10/2009، إن توقيت التصريحات "مستغرب"، وكذلك التطرق بنقد غير صحيح إلى مصطلح "الوهابية"، مشيراً إلى أن الفترة التي أعقبت إعادة انتخاب نجاد شهدت هجوماً ضارياً من الإعلام الإيراني على السعودية. وقال بن صقر، إن السعودية "دأبت على خدمة الحجاج، ولم يكن لديها مشاكل على هذا الصعيد لسنوات طويلة". مضيفاً أن التصريح يأتي "وكأن إيران لديها شيء لتقوم به، لأنه في السابق لم يحصل مصادمات سوى في فترة الحرب العراقية الإيرانية بسبب الشعارات السياسية التي أطلقها حجاج إيرانيون، والتي ترفضها السعودية بسبب حرصها على إبقاء الحج بمنأى عن السياسة". وعن احتمال أن تكون هذه المواقف الملفتة بتزامنها وصدورها من أعلى مراكز القرار في إيران، مقدمة لتحرك يقوم بها حجاج إيرانيون في السعودية، قال بن صقر إن طهران "درجت على الحديث عن أمر ما ثم القيام به"، غير أنه أعرب عن أمله في أن "تسود لغة العقل والحكمة". واعتبر الباحث السعودي أن إيران تطرح انتقادات لهذا المذهب خلال فترة الحج، للتغطية على مشاكلها الداخلية، التي تحول أحياناً دون تمكنها من إرسال كل حجاجها إلى السعودية، كصعوبة توفير طائرات لأسباب اقتصادية مثلاً. وكان نجاد قد تحدث مما وصفه ب"فرض قيود" على الحجاج الإيرانيين، وأكد بأنه لو لم تحترم مكانة الشعب الإيراني، فإن طهران ستتخذ إجراءات مناسبة. وزعم نجاد في کلمه له في اجتماع المجلس الأعلى للحج، أن مناسك الحج فرصة استثنائية لنشر تعاليم الإسلام الأصيل والذود عن الإسلام. وقال:" إن التواجد النشط للمسلمين وخاصة الإيرانيين في مناسك الحج، من شأنه أن يحبط مؤامرات الأعداء ويؤلف قلوب المسلمين". من جانبه، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إنه يجب "إبداء الحساسية في الحج إزاء الممارسات المناهضة للوحدة الإسلامية، أو المحاولات التي تتم بهدف المساس براية العالم الإسلامي الخفاقة المرفوعة في إيران". وقد استدعت هذه المواقف رداً حازماً من وزير الحج السعودي، فؤاد بن عبد السلام الفارسي، الذي حذر من"استغلال الحج لأغراض سياسية." وحول الانتقادات التي وجهها لطف الله صافي الكلبايكاني إلى "الوهابية"، أعرب بن صقر "عن أسفه" لاستخدام هذا المصطلح بشكل غير صحيح من قبل إيران خلال الفترة الماضية، باعتبار أن الوهابية هي مذهب سُني سلفي موجود منذ قرون، كما المذهب الجعفري، ولا علاقة له بقضية من هذا النوع.