أعربت وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، عن أسفها لغياب وعي بعض الجهات بأهمية التراث الإنساني العالمي، وكذلك مسؤولية البحرين التي تقدمت إلى لجنة التراث العالمي بفكرة إنشاء مركز إقليمي على أرضها، وهو المركز الذي اقترحه حضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، في زيارته الأخيرة إلى باريس، وتم إقرار إنشائه في البحرين. جاء ذلك خلال تفقد معاليها موقع قنوات الري الإسلامية في مدينة حمد بحضور عدد من مسؤولي الوزارة والإعلاميين،حيث عقدت معاليها مؤتمرا صحافيا في الموقع الذي وقع عليه الاعتداء الذي وصفته بأنه جائر وغير مسؤول. وأوضحت الشيخة مي أن موقع قنوات الري الإسلامية تعرض للانتهاك والتجريف لأراضيه وإزالة الآثار بالكامل رغم أن المنطقة محاطة بسور يوضح أنها واقعة تحت ملكية وزارة الثقافة والإعلام. وتساءلت الوزيرة مستنكرة: "هل يُعقل أن نحصل على ثقة المجتمع العالمي بحمايتنا للآثار وتقدير أهميتها وصونها، في حين يجهل بعض المواطنين والمسؤولين أهمية الآثار في بلدنا؟!". وقالت: "فهذا تعدٍ صريح وواضح على ما تحتويه البحرين من كنوز تراثية، هذا إضافة إلى التعرض المعنوي لهذا الموقع والمساس بهوية هذا الوطن التي نتمسك بها"، وأضافت معاليها: "ربما تكون ثروتنا الحقيقية في البحرين هي هذه المواقع، والمحافظة على هويتها وحمايتها هي واجب على الجميع"، مؤكدة أن مهمة وزير الثقافة شبيهة بمهمة وزير الدفاع الذي يدافع عن حدود الوطن والآخر يدافع عن هويته. ووجهت الوزيرة إلى تنظيم حملات توعوية على جميع المستويات لمنع حدوث مثل هذه التعديات في المرات القادمة، مؤكدة أن هناك قانونا للآثار والمادة رقم 6 منه تحظر هذه التجاوزات ولا بد من تفعيل هذا القانون وعقاب المتورطين في هذا الاعتداء بأشد عقوبة ليكونوا عبرة للآخرين. من جانبه، أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام محمد أحمد البنكي، أن ما وقع هو شكل من أشكال الانتهاك الصارخ لموقع من المواقع الأثرية في البحرين وهو تحت ملكية وزارة الثقافة والإعلام، ولكن، للأسف، تم تجاوز التسوير والإجراءات والاستئذان من الجهة صاحبة الاختصاص في الموضوع وتم تجريف المكان، وقال: "إنه مكان فريد من العالم وينبغي كشف كل أبعاد القضية، فهناك دور للسلطات التشريعة والتنفيذية والقضائية، فهذه القنوات الإسلامية أثر فريد في دول العالم، وهي قليلة بالنسبة لنظيراتها الموجودة في الدول الأخرى، ولا يمكن إرجاعها وتعويضها أو إعادتها مما يعد رأس مال رمزياً لهوية البلد وها هو اليوم يدمر". وفي السياق نفسه أكد خبير الآثار بمنظمة اليونسكو كريم هندلي، أن هذا الموقع، وهو القنوات الإسلامية، موقع مهم من تراث البحرين وله علاقة بالهوية وهو ما يبقى للشعب البحريني عبر الزمن، وأن له دورا مهما جداً في التعريف بفترة مهمة من التطورات التي شهدتها البحرين والتحكم في موارد المياه فيها، وأن ما ذهب لن يعود. وأضاف: "منذ وجودي في البحرين منذ سنتين ونصف كمستشار لمنظمة اليونسكو للتراث العالمي والثقافة أسمع كثيرا بأن هناك تعارضاً بين التطور والآثار، ولكنني أؤكد أنه ليس هناك تعارض، فالآثار موجودة بوجود التطور، وبالإمكان وجود حل لانسجام التطور العمراني والإسكاني لكن يحتاج الأمر إلى التنسيق والتعاون.